ان السياسة النفطية السعودية بلغت ذروتها في الأسابيع المنصرمة بحيث كانت أسعار النفط قد ارتفعت على 100 دولار للبرميل، إلا انها أصبحت في وضع يقول الخبراء بانه يجب ان نتوقع وصول أسعار النفط إلى 25 دولار. تبيع السعودية نفطها إلى أمريكا أرخص ثمنا من السابق ومن جهة، زادت من حجم تصديرها وهذا يعني زيادة النفط في الأسواق الدولية وخفض الأسعار. ان هذا التغيير الكبير في الأسعار وفي فترة زمنية قصيرة، لا يوجد له مثيل، وتبحث عن توجيه ضربة على الاقتصاد الإيراني والروسي، كما صرح بهذا طوال الأسابيع المنصرمة الكثير من المحللين. بعيدا عن ان بعض التعاملات المتسمة بالتفاؤل التي أبداها المسئولون تجاه السعودية، وكانت دائما ممزوجة بالنقد وتخريب السياسية العربية التي تبنتها الدولة السابقة، وما مدى تأثيرها في ظل الظروف الراهنة، يجب ان نتساءل بانه نظرا إلى الأوضاع الراهنة، ماذا تكون ردة فعل إيران؟

 

يمكن ان تتبلور ردة فعل إيران تجاه السياسة السعودية ويجب ان تتبلور في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية. لكن يجب ان نتساءل ما هي ردة فعل إيران الإعلامية؟ يجب على أي محور تعتمد الدبلوماسية الإعلامية الإيرانية، كي تنقل المعاني والمفاهيم التي تريد نقلها إيران بشكل صحيح؟

ان انخفاض أسعار النفط هو مؤامرة موجهة ضد شعوب المنطقة والمسلمين وما ينتفع به إلا بعض الدول. ان هذا الأمر وكما يبدو هو أكثر المحاور الانتقادية تجاه تطورات الأسواق النفطية التي وردت على لسان الدكتور روحاني. انه صرح بان شعوب المنطقة لا تنسى هذه المؤامرات أو الخيانة بحق العالم الإسلامي قائلا: بالتأكيد ان الشعوب المسلمة تبدي ردة فعل تجاه هذه المؤامرات وان الدول التي تقف خلف هذه المؤامرات عليها ان تعرف بانها تزيد من وجهها السيئ في العالم الإسلامي.

ان هذه الأحاديث التي وردت على لسان الرئيس يمكن ان تصبح أساسا للسياسة الإعلامية الإيرانية تجاه اللعبة النفطية السعودية، ففي هذا المجال هناك ثلاثة محاور يمكن ذكرها:

 

الظل الثقيل للسعودية على مائدة الناس

ان هذه السياسة النفطية السعودية، تجعل معاش القسم الكبير من مسلمي العالم في خطر. ان علاقة النفط والاقتصاد الوطني لبعض الدول المسلمة وبالتحديد في المنطقة، علاقة وطيدة وان انخفاض أسعار النفط يمكن ان يترك تأثيرات مباشرة على حياة الناس. حتى الشعوب المستضعفة مثل فنزويلا ليست خارجة عن هذه القاعدة. ان خادم الحرمين الشريفين أصبح يمارس الضغط على الأمة الإسلامية.

 

السعودية في خدمة أعداء الأمة الإسلامية

ان انخفاض أسعار النفط يجعل المشترين فرحين أكثر مما سواهم، من هم الزبائن؟ انهم الدول الغربية التي ليس لها علاقات مع العالم الإسلامي. بعبارة أخرى ان نتيجة السياسة النفطية السعودية، تحسن من الظروف الاقتصادية في الأسواق الغربية. مع ان منطق التعامل الاقتصادي له قضايا خاصة، لكن يبدو ان المعادلة ليست معقدة، إذ من الواضح ان السعودية بهذه اللعبة الجديدة تجعل الدول الغربية تجني الأرباح. ان خادم الحرمين الشريفين أصبح يعطي تنازلات اقتصادية لأعداء الأمة الإسلامية.

 

الاحتجاج الاقتصادي، الاحتجاج على السعودية

ان هذا التدهور في الاقتصاد يمكنه ان يؤدي إلى تطورات اجتماعية؛ هذا ما أشار إليه الرئيس. يقول محلل أمريكي وخبير في قضايا سياسات النفط والغاز، كنت مورس، بان الموجة الثانية من التطورات في الدول العربية قادمة، وأنها ستكون أكبر من التطورات التي شهدتها الدول الغربية في السنوات الأخيرة. مع ان هذا التكهن بعيد عن الواقع إلى حد ما، لكن على كل حال من الممكن ارتباط الاقتصاد بالتطورات الاجتماعية. ان توجيه هذه التطورات للسياسة النفطية السعودية، حتى لو بشكل بسيط، يعد امتيازا كبيرا.

 

يبدو في ظل الظروف الراهنة بإمكان سياسة إعلامية متناسقة وحديثة وواقعية، ان تخرج تداعيات اللعبة النفطية السعودية من دائرة الاقتصاد الروسي والإيراني الضيق وذلك في إطار صراع سياسي، ومن خلال توسيع الجغرافية وإبراز التداعيات الاجتماعية لتلك التأثيرات السيئة، يوجه أصابع اتهام أولئك الذين تتأثر حياتهم نحو السعودية.