رمز الخبر: 107
في سيرة الإمام (قدس سره) النظرية و العلمية ، يعدّ كل المستضعفين و الفقراء و المهمشين ، أولياء النعم و نور أعيننا و أولياء نعمنا، لهذا يعد كل طبقات المجتمع مسئولين أمامهم، و يقول مخاطباً المسئولين : عليكم بتقديم مصلحة الحفاة و المهمشين و المستضعفين على مصلحة القاعدين في البيوت و المتمكنين و المرفهين، و يرى ان الابتعاد عن المستضعفين و تركهم جانباً هو السير إلى جانب أمريكا ، فضلا عن هذا فان الإمام الخميني (قدس سره) و في أول أيام الثورة أمر بتأسيس مؤسسة المستضعفين و لجنة إغاثة الإمام و مؤسسة المسكن للثورة الإسلامية و جهاد البناء و... و جعل الاهتمام بالمستضعفين و المحرومين من أولويات خطط الثورة الإسلامية.
2021 March 03 - 09:20 : تأريخ النشر

مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ ان دراسة السيرة العملية والنظرية للإمام الخميني (قدس سره) تدل على اهتمامه الخاص بقضية المحرومين و المستضعفين، أدت هذه الأهمية إلى صدوره أمرا في أول أيام الثورة الإسلامية لمجلس الشورى: يقتضي بنقل كل الأموال المنقولة و غير المنقولة لحكومة البهلوي وعمالها والمنتسبين إليها الذين قاموا بنهب الأموال من بيت المال المسلمين بطرق غير شرعية، إلى المستضعفين والعمال و الموظفين الفقراء، و صرح بان كل طبقات الشعب من العسكر والحكوميين و الطلاب و علماء الدين و الكتاب والمثقفين مسئولون أمام المستضعفين و المحرومين و الفقراء.


ضرورة الاهتمام بالمستضعفين

يعرف الإمام الخميني (قدس سره) المستضعفين بأولياء النعمة الذي تعد الثورة في مرحلة انتصارها و بقاءها مرهونة بمشاركتهم، و يخاطب المجلس والحكومة و كل القائمين على الأمور و يوصيهم بان يبذلوا كل ما بوسعهم في إسداء الخدمة للشعب خاصة المستضعفين و المحرومين و المظلومين الذين هم بمثابة نور أعيننا و أولياء نعمنا و ان الجمهورية الإسلامية تحققت بفضل تضحياتهم و بقاءه مرهون بخدمات و عليهم ان لا يتوانوا في إسداء الخدمة إليهم.

و يرى سماحته (قدس سره): ان الخدمة عند الله تبارك و تعالى هي تلك الخدمة التي تقدم إلى المهمشين. على هذا: يجب ان يرى كل من الحكومة و المجلس الشورى الإسلامي و كل القائمين على القضايا التربوية أنفسهم مسئولين أمام الله و الجماهير المستضعفة، و كان الإمام (قدس سره) يقول: علينا ان نعرف بان من المسئوليات الكبرى هي المسئولية الدينية و الوطنية، و المسئولية أمام المستضعفين و المظلومين، وأخيرا المسئولية أمام الخالق و الخلق.

هذا و كان الإمام يطالب القضاة فضلا عن المسئولين بالاهتمام بالمستضعفين و يقول: لأجل الله تعالى و لأجل الإسلام و لأجل الفقراء الذين كانوا يعانون من ظلم السلاطين أو الأثرياء، قوموا بأعمالكم، كما كان يطالب كل القوات المسلحة و خاصة الحرس الثوري والقوات التعبوية و الشرطة بالتعامل الحسن مع الناس و خاصة المستضعفين.

هذا و كان يخاطب الأطباء و الكتاب بالاهتمام بالمستضعفين و التعامل معهم و الدفاع عنهم، كما كان يرى ان كل الناس مسئولون أمام المستضعفين و يقول: أوصيكم بتحقيق الرفاهية للطبقات المحرومة لأن خير الدنيا و الآخرة في التعامل الحسن مع المحرومين في المجتمع من كانوا يعانون الظلم والمشاكل طول التاريخ، و ما أحسن ان تقوم الطبقات المرفهة تطوعيا بإعداد ما يحتاجه الفقراء، و تيقنوا بان خير الدنيا و الآخرة يكمن في هذا الأمر، و ما ابعد عن العدل ان يعيش هذا في البيوت الفاخرة و ذلك مشرداً.


المبادرات العملية في الاهتمام بالمستضعفين

بعد انتصار الثورة الإسلامية أصبح الاهتمام بالمحرومين والمستضعفين على رأس اهتمام خطط قائد الثورة (قدس سره) ، بحيث أمر بان يتم مصادرة كل الأموال للحكومة البهلوية و أتباعهم لصالح المستضعفين، و بعد هذا تم تأسيس مؤسسة تدعى مؤسسة المستضعفين و واجبها ضبط الأموال سواء الأملاك أو الودائع المصرفية و الأموال و غيرها وبناء بيوت سكنية للمحرومين.

أما لجنة إغاثة الإمام الخميني (قدس سره) كانت من المؤسسات المهمة الأخرى التي تأسست في أول أيام الثورة بأمر من سماحة الإمام قدس سره وبهدف تنظيم و معالجة الوضع المعيشي للمحرومين و المحتاجين في البلاد في إطار إزالة الفقر و الحرمان العام. كما تم اقتراح العديد من الأسماء لتسمية لجنة الإغاثة وعندما تم إبلاغ سماحة الإمام بالأمر، أعجب اسم لجنة إغاثة الإمام الخميني قدس سره، و قال في دعمها: ان لجنة الإغاثة مني و أنا من يتخذ القرار حولها.

أما صدوره أمر بتأسيس جهاد البناء كان من المبادرات الأخرى المهمة للإمام الخميني لإسداء الخدمة للمحرومين والمستضعفين في المجتمع، إذ صدر أمرا يقتضي بتأسيس مؤسسة لإزالة الفقر في القرى و طالب المسئولين بوضع قضية بناء القرى على رأس الأولويات من خلال تخصيص الإمكانيات المتوفرة في البلاد و الاستفادة من القوات الشعبية المتطوعة.

النهاية


أرسل إلى صديق
ترك تعليق