رمز الخبر: 19
ملف "النهضة الصاروخية" الخاص-الجزء الثاني
قد سلمت ليبيا في فترة الحرب إيران 30 صاروخ سكود لكن منذ إطلاق 9 صواريخ أخيرة من ذلك الطراز على العراق، دخل الفريق الصاروخي لحسن طهراني مقدم الساحة .
2015 November 16 - 08:10 : تأريخ النشر

الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ في شهر تير عام 63 ذروة الحرب المفروضة والهجوم الغاشم لنظام البعث العراقي، قد وجهت حكومة ليبيا وسوريا رسميا الدعوة لمحسن رفيق دوست وزير الحرس الثوري آنذاك لزيارة كل من ليبيا  و سوريا .
لما كانت الرحلة قد سبقتها توجيه الدعوة من تلك الدول، فانها كانت تحتل أهمية كبرى، فقبل رفيق دوست بالدعوتين واتجه إلى البلدين .
ان الظروف السائدة على إيران في تلك الأيام لم تكن على ما يرام نتيجة توجيه الجيش العراقي الصواريخ على مختلف مدن إيران ولم يكن بإمكان إيران المقدرة على الرد المناسب للطرف الآخر. لكن مع هذا قدمت الحكومة السورية الكثير من المساعدات إلى إيران .
من النماذج الملفتة للدلالة على تلك المساعدات توجه الهيئة العسكرية الإيرانية إلى سوريا، و توجهها برفقة السوريين إلى زيارة بعض دول الكتلة الشرقية ومنها يوغسلافيا وبلغاريا لشراء المعدات العسكرية .
بما انه لم تكن أي دولة في العالم على استعداد بان تبيع على إيران الأسلحة و المعدات العسكرية، فشكلت الحكومة السورية لجنة وكانت ترسل المندوبين العسكريين الإيرانيين برفقة اللجنة المتوجهة لتلك الدول كي تقوم إيران باسم سوريا بشراء الأسلحة من دول أوروبا الشرقية وكذلك المعدات العسكرية، وثم بعد نقل المعدات إلى سورية تقوم سورية بنقل تلك المعدات إلى ايران .
لكن هذا العمل لم يجعل مغامرات صدام حسين في إطلاق صواريخ سكود على المدن الإيرانية، على هذا كان ينبغي ان ينجز عملا جوهريا، وكانت توجيه الدعوة إلى رفيق دوست وتوجهه إلى ليبيا وسوريا ان يمثل أفضل فرصة للبحث عن الحل وحلحلة تلك القضايا التي تواجهها إيران في الحرب بمساعدة من تلك الدول .
قرر محسن رفيق دوست بالتوجه إلى ليبيا وسوريا برفقة فريق عسكري حتى يتمكن من الاستعانة بما لديهما من إمكانيات في مجال الصواريخ في هذه الزيارة كان يرافق وزير الحرس الثوري كل من رحيم صفوي وهو نائب القائد العام للحرس الثوري وحسن طهراني مقدم قائد مدفعية الحرس الثوري و9 أشخاص آخرين من قادة الحرب وتوجهوا كلهم في هيئة لجنة عسكرية إيرانية إلى كل من ليبيا وسوريا.
توجهت الهيئة العسكرية أولا إلى سوريا والتقت بحافظ الأسد وتحدثت معه حول قضية الاستفادة من الإمكانيات الصاروخية لكن حافظ الأسد وبسبب ان المستودعات الصاروخية السورية كانت بحوزة قوات الجيش الروسي، فلم يعد بإمكان ان يعد الهيئة الإيرانية بان يسلمها صاروخ سكود، لكنه وعدها بان يقوم بتدريب القوات الإيرانية .
بما انه لم يتلق احد إعداد وإطلاق الصواريخ ولم يتدرب أي من ضباط إيران لتعليم العمل بالصواريخ، على هذا رحبت الهيئة الإيرانية بالموضوع واتفق الجانبان في هذا المجال بان يقوم السوريون بتدريب القوات الإيرانية في مجال العمل في حقل الصواريخ .
غير ان إيران لم تكن تعش فترة يمكنها ان تبذل الكثير من الوقت لتلقي التدريبات ذلك ان إيران ومدنها كانت تعاني من إطلاق صواريخ الجيش البعثي العراقي ومن جهة أخرى حتى لو كان الضباط الإيرانيون يتلقون التدريبات الضرورية، لم يكن هناك صاروخ يطلق على العراق ردا على إطلاق العراق الصواريخ على المدن الإيرانية على هذا فان الهيئة العسكرية الإيرانية برئاسة وزير الحرس الثوري آنذاك محسن رفيق دوست وفي زيارتها لليبيا جعلت طلب الصواريخ أصلا في محادثاتها .
في لقاء بالعقيد معمر القذافي تحدث محسن رفيق دوست عن قضية استلام الصاروخ وقدم تقريرا حول وضع جبهات الحرب، فقبل العقيد القذافي بالأمر ليمنح إيران عدد من صواريخ سكود وأمر في تلك اللحظة بان يتم إرسال عدد من القوات العاملة في مجال الصواريخ في الجيش الليبي إلى جانب الصواريخ إلى إيران .
لكن مقابل منح إيران الصواريخ طلب القذافي من إيران، بان يعطي إيران المنظومة الصاروخية "هوك" للدفاع الجوي الأمريكية وبما ان إيران كانت من الدول التي تمتلك المنظومة الدفاعية فقبلت بان تمنح ليبيا تلك المنظومة الصاروخية
في المرحلة الأولى منحت ليبيا إيران 8 صواريخ سكود واستطاع إيران ان يطلقها على أهداف في العراق، وفي المرحلة الثانية وبعد زيارة محسن رفيق دوست ثانية إلى ليبيا استلمت إيران 10 صواريخ أخرى وفي المراحل التالية استلمت إيران 12 صاروخ آخر من ليبيا .
أصاب اول صاروخ سكود استلمته إيران من ليبيا مدينة كركوك النفطية  و في المراحل التالية استهدفت صواريخ سكود مدن البصرة و بغداد.
لكن بعد دخول آخر دفعة من الصواريخ إلى إيران امتنع الضباط الليبيون المتواجدون في إيران عن القيام بعملهم وأعلنوا بانه بأمر من القذافي لا يحق لهم بان يساعدوا إيران على إطلاق الصواريخ .
حتى ذلك اليوم تم إطلاق 21 صاروخ من إيران على العراق من مجموع 30 صاروخ منحها القذافي خفية، وبقت 9 صواريخ أخرى لكن بعد وضع الضباط الليبيين العراقيل وامتناعهم عن العمل بدأ حسن طهراني مقدم وفريقه العمل بسرعة و دخلوا الساحة.
ان اول الأهداف التي كان من المقرر ان تستهدفها الصواريخ بقيادة الضباط الإيرانيين دون طلب العون من الضباط الليبيين، كانت مخفر لضباط الجيش العراقي في بغداد على هذا توجه الفريق الصاروخي إلى باختران و قام بإعداد الصاروخ للإطلاق.
بعد انجاز عملية إعداد الصواريخ أطلق الضباط الإيرانيون بمعنويات مرتفعة اول الصواريخ نحو بغداد ومخفر الضباط في بغداد و لم تمض ساعة حتى قطعت إذاعة بي بي سي برامجها وأذاعت خبر استهداف مخفر ضباط الجيش العراقي على يد صاروخ إيراني وقتل في هذا الهجوم عدد كبير من الضباط.
وهكذا استطاع الضباط الإيرانيون بان يطلقوا اول الصواريخ لكن مازالت المشكلة مستمرة ذلك ان عدد الصواريخ التي منحتها ليبيا إلى إيران كانت على وشك الانتهاء و من جهة أخرى لو عرف الجيش العراقي بان إيران لا تمتلك صاروخا فكانت تندلع حرب المدن على هذا كان يجب التفكير في حل أساسي .
الشهيد طهراني مقدم والفريق الصاروخي للحرس الثوري عند إعداد الصاروخ
هذا وسافر محسن رفيق دوست وزير الحرس الثوري آنذاك برفقة حسن طهراني مقدم والقادة العسكريين الآخرين إلى كوريا الشمالية لكن امتنع كيم ايل جونغ قائد كوريا الشمالية آنذاك عن إعطاء الصواريخ وتقديم المساعدة لكن وعد الهيئة الإيرانية بان يقدم لهم العون في التعليم العسكري والصاروخي.
استمر هذا الوضع حتى قام الضباط الإيرانيون بالتفكير في صنع الصواريخ، صواريخ يجب ان تصنع دون طلب المساعدة من الآخرين و تصل إلى أهداف بعيدة المدى حتى يمكن إطلاقها على مختلف مناطق العراق و حتى تصل إلى بغداد .

أرسل إلى صديق
ترك تعليق