رمز الخبر: 27
لماذا لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة الأمريكية-الجزء الثاني
ان نظام الولايات المتحدة الأمريكية نظام عسكري يخفي نفسه خلف الديمقراطية والليبرالية، ان أغلبية رؤساء الجمهورية الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا من العسكريين، وان القادة العسكريين في أمريكا يعتبرون من أكثر الشخصيات في الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الخارجية تأثيرا، والى جانب النخبة السياسية وأصحاب رؤوس الأموال يقودون الولايات المتحدة الأمريكية نحو الهيمنة على العالم.
2015 November 25 - 09:29 : تأريخ النشر

الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ تطرق حجة الإسلام والمسلمين روح الله حسينيان في مقالات له خص بها الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية، إلى السبب الكامن وراء عدم إمكانية الوثوق بالنظام الأمريكي. ان حجة الإسلام والمسلمين حسينيان. قمنا بنشر الجزء الأول من دراسة رئيس مركز وثائق الثورة الإسلامية الذي حمل عنوان دراسة الطبيعة التاريخية للنظام السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
ان حجة الإسلام والمسلمين حسينيان في الجزء الثاني من مقالاته بعنوان لماذا لا يمكن الثقة بنظام الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم بدراسة بنية السياسة العسكرية لنظام الولايات المتحدة الأمريكية إليكم نص المقال كاملا:
ان نظام الولايات المتحدة الأمريكية نظام عسكري يخفي نفسه خلف الديمقراطية والليبرالية، ان أغلبية رؤساء الجمهورية الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا من العسكريين، وان القادة العسكريين في أمريكا يعتبرون من أكثر الشخصيات في الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الخارجية تأثيرا، والى جانب النخبة السياسية وأصحاب رؤوس الأموال يقودون الولايات المتحدة الأمريكية نحو الهيمنة على العالم.
ان التقنية الأمريكية بعد الحرب الكوني الأول وخاصة بعد الحرب الكوني الثاني تطورت ونمت بمحورية الصناعات العسكرية، ان النخبة الأمريكية جعلت كل ما لديها من علوم تقنية في خدمة صنع الأسلحة الإستراتيجية والطائرات الحربية والغواصات الحربية والقنابل النووية والصواريخ النووية، نتطرق فيما يلي إلى هذا الموضوع.
رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية العسكريين
جورج واشنطن اول رئيس جمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية (1797-1787) كان عسكريا، انه عين على يد مؤتمر المهاجرين في يناير 1775 قائدا للجيش الأمريكي في حروب الاستقلال.
أندري جاكسون Andrew Jackson  سابع رئيس في الولايات المتحدة الأمريكية كان عسكريا، (1828-1836).
وليام هنري هاريسون W. H. Harrison تاسع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (1841-1833) كان قائد الجيش.
زكاري تايلور أو زخاري تايلور Z.Taylor الرئيس الأمريكي الثاني عشر كان من القادة العسكريين، وقد ارتكب مجازر في الحرب على مكسيك وصوت الأمريكيون له تقديرا لما قام به مجازر.
اوليس غرانت Ulisses Grant الرئيس الثامن عشر في الولايات المتحدة الأمريكية (1869-1877) كان قائدا للجيش انه يعد في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية مجرما قام بارتكاب المجازر في عدة عمليات بحق الهنود الحمر بشكل بربري وكان حتى رئاسة أندري جاكسون يشغل منصب رئيس اللجان المشتركة للجيش.
رادرفورد هايس Ruther ford Hayes الرئيس التاسع عسر لأمريكا (1877-1881) كان قائدا للجيش الأمريكي.
وليام هوارد توفت William Howard Taft الرئيس السابع والعشرين لأمريكا (1909-1913) كان قائدا في الجيش وقد شارك في الحرب ضد اسبانيا وتم تعيين تقديرا لما قدمه من خدمات بعد إلقاء الهزيمة بإسبانيا، قائدا عسكريا في فيليبين وثم قائدا عسكريا في كوبا، ان جرائم توفت في فيليبين أصبحت أسطورة نتطرق إليها لاحقا وفي المقالات القادمة.
فرانكلين دلانو روزفلت Franklin Delano Roosevelt الرئيس الثاني والثلاثين لأمريكا (1933-1945) وتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لثلاث دورات كان عسكريا ويشغل منصب مساعد القوات البحرية الأمريكية، بدأت الحرب الكونية الثانية في عهد روزفلت.
ان الشعب الأمريكي وبعد وفاة روزفلت صوت لقائد عسكري عديم الرحمة يدعى هاري ترومان ان ترومان Harry Truman الذي كان يعاني من عقدة نفسية لما جرى للقوات البحرية الأمريكية في حادثة بيرل هاربُر اصدر أوامر بشن الهجوم على مدينتين في اليابان وهما هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة النووية وقتل مئات الآلاف من الأطفال والشباب والرجال والنساء ان هذه الجريمة الحربية تركت وحتى تركت تلك الجرائم الحربية تأثيرها حتى السنوات القادمة نتيجة الإشعاع النووي في مقتل آلاف الأشخاص وترك ألاف الآخرين معوقين بعد انتهاء فترة رئاسة ترومان اختار الشعب الأمريكي قائدا للجيش رئيسا لهم.
ان أيزنهاور الرئيس الأمريكي الثلاث والأربعين (1953-1961) كان يشغل منصب رئيس أركان الجيش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية وبعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب عام 1942 أصبح قائدا للقوات الأمريكية. تم اختياره فيما بعد قائدا للقوات العسكرية للحلفاء.
بعدما وضعت الحرب أوزارها أصبح قائدا الحلف الشمال الأطلسي ان هذه المعنويات العسكرية للشعب الأمريكي هي التي جعلتهم يختارون أحد القادة العسكريين الذي قام بقتل 40 مليون رئيسا للجمهورية.
قد يكون مثيرا للاستغراب بان جون اف كيندي وهو الرئيس الأمريكي الثالث والخمسين وهو ضابط للقوات البحرية الذي كان في الحرب العالمي الثاني يعمل جنديا في المحيط الأطلسي.
ان العسكريين هم الذين تولوا قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بوضوح، لكن دور العسكريين الآخرين في السياسة والحكم في الولايات المتحدة الأمريكية موضوع قابل للنقاش، لكن نكتفي هنا بنقل جزء من مقال رايت ميلز وهو الباحث والكاتب الأمريكي في كتابه المعنون بنخبة السلطة Elite power نشر عام 1958.
انه في هذا المقال الذي كان يشكل العنوان الرئيس لكتابه يقول: لا يمكن ان ننام على اعتقاد بان الاقتصاد يأتي في طرف من القضية والجماعات السياسية تأتي في الطرف الثاني، وهذا ينتفع من السياسية وذلك يأخذ حصته من العوائد المالية، في هذه الأثناء لا يكون للجيش قيمة، في يومنا هذا ان الاقتصاد السياسي إلى جانب العسكريين والجهاز صاحب القرار وهو الجيش امتزجوا معا امتزاجا كاملا، ان هذا المثلث للسلطة هو واقع بنيوي ويعتبر في يومنا هذا مفتاح لفهم أداء أصحاب النفوذ في الولايات المتحدة الأمريكية.
التقنية في خدمة الحرب
ان السياسة العسكرية لا تتلخص في النخبة ونسبة تأثير الجيش في بنية السلطة الأمريكية، بل انها جعلت العلم في خدمة الأعمال الحربية لممارسة أصحاب السياسة الأمريكية سياساتهم.
ان الأمريكيين وقبل التدخل في الحرب الكوني الثاني، قاموا بالتفكير في صنع القنبلة النووية بغية الهيمنة على العالم. ان بناء القنبلة النووية وثم الاستفادة منها في أعلى المستويات الحكومية، خضعت للدراسة كاملا، ان مشروع مانهاتن كان قد بدا عام 1939 وانه كان يهدف إلى احتواء الطاقة النووية لصنع قنبلة يمكن حملها عبر الطائرات، لا غير.
ان الحكام الأمريكيين قاموا باستخدام كل العلماء مثل روبرت اوبنهايمر Robert oppenheimer وأينشتاين وكل الجامعيين في الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق هذا الهدف حتى تمكنوا أخيرا عام 1945 من صنع اول قنبلة نووية واختبارها بنجاح.
ان الطابع العسكري السائد على النخبة الأمريكية يتضح أكثر لو عرفنا بان القنبلة المذكورة آنفا لم تهدف للاستفادة في الأهداف العسكرية، بل ان هذا النوع من القنابل صنع لتهديم المناطق الحضرية الكبيرة وغير المدنية، كما حدثت كارثة في المدن اليابانية انها كانت كارثة إنسانية كبيرة.
ان النجاح المدمر الذي اعتبر نتيجة الدعاية الإعلامية الكبيرة للإعلام الأمريكي عمليات عادلة ولا مفر منها، استطاع الحفاظ على التفوق العسكري الأمريكي في العالم بعد الحرب.
ان النخبة الأمريكية استطاع من خلال تحقيق تلك الانتصارات ان تتجه إلى المراكز العلمية حتى تجعل العلم في خدمة الحرب، وبعد ذلك أصبح العلم في الجامعات في الحرب العالمي الثاني يخدم الأهداف العسكرية.
ان هذا الاستخدام وبما انه كان يشكل الجانب السري، ولم يعد بإمكان الجامعات الدخول في القضايا العسكرية علنا، وبما ان التطور التقني لا يعتبر غالبا معادلا للتطور العسكري في القضايا النووية، حاولت بنتاغون بان تؤسس نوعا من المنظمة البحثية غير الرسمية.
في سنوات عام 1950 وبداية 1960 ارتفعت تكاليف البحث والتطور المالي بنسبة عشرين بالمائة وفي عام 1965 وصلت إلى 16 مليار دولار، ونتيجة هذه الزيادة في استخدام القوات الإنسانية الأمريكية تجلى في المجالات العلمية للجيش بشكل كبير.
من الملفت بانه وفقا للتقارير الذي نشرته لجنة مجلس النواب فان ثلث العلماء والمهندسين القائمين على العمل البحثي والتنمية قد تم استخدامهم بواسطة الحكومة أي الأموال التي منحتها بيد وزارة الدفاع ومنظمة الدفاع الجوي والمنشئات الفضائية ومنظمة الطاقة النووية.
كان أغلبية هؤلاء العلماء والمهندسين يقومون بالأبحاث في المجالات الدفاعية، وان هذا الجيش دون اليونيفورم كان يشكل رابع قوة عسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية.
في مشروع مانهاتن كان يعمل آلاف العلماء في الأعمال الهامشية له ولم يكن يعرف الكثير منهم ما النتيجة التي تؤول إليها أبحاثهم وأين يتم استخدام أبحاثهم. في الحرب الباردة تكونت العشرات من التنظيمات البحثية العسكرية شبه المستقلة على يد الجامعات التي كانت تعمل بإشراف الحكومة في المجالات الفضائية والمعدات العسكرية مثل الآليات التقنية التي يستخدمها الجيش أو لإطلاق المركبات إلى الفضاء.
ان الجامعات كانت تقدم خدماتها في القضايا غير الصناعية وفي القضايا العسكرية إلى النزعة العسكرية لأمريكا.
في عام 1956 أسست جامعة واشنطن دي سي منظمة تسمى مركز دراسات الأنظمة الاجتماعية، ان هذه المؤسسة كانت المسئول عن الدراسة والبحث في مجالات مكافحة الشغب والحروب النفسية والعمليات العسكرية في دول العالم الثالث.
ان جامعة جورج واشنطن أسست عام 1951 مؤسسة تحمل عنوان منظمة أبحاث القوى الإنسانية التي كانت تتولى مسئولية استخدام العلماء والجامعيين لإعداد خطة تعليمية وأسئلة نفسية للجيش.
ان هذه المؤسسة انفصلت فيما بعد عن الجامعة وإنها حاليا تعد مؤسسة خاصة تحصل على جل ميزانيتها من الجيش. هذا وهناك مؤسسات أخرى تابعة للجامعات الأمريكية أو المستقلة التي تأسست لتقديم الخدمة للنزعة العسكرية الأمريكية، منها مؤسسة التحليل الدفاعي وشركة رند Rand والشركة التحليلية البحثية ومؤسسة استن فورد البحثية Stanford.
زادت وتيرة استخدام العلم في النزعة العسكرية الأمريكية عندما أعلنت روسيا اول مرة في الرابع من أكتوبر عام 1957 أعلنت بانها أطلقت قمرا اصطناعيا باسم اسبوتيك، ان هذه الحادثة واجهت رفضا من قبل المسئولين الأمريكيين لكن الشعور بالهزيمة أمام التطورات الفضائية الروسية وخاصة الاختبار الأول لصواريخ عابرة للقارات تم بعد شهرين من ذلك الحادث، جعل الأمريكيين يقومون بوضع التقنية كلها خدمة في سبيل تنفيذ المشاريع العسكرية الفضائية.
ان متابعة مشاريع مثل حرب النجوم، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كان يعبر عن السمة العسكرية في نفوس الحكام والقائمين على عملية التخطيط واتخاذ القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق