رمز الخبر: 30
ملف "النهضة الصاروخية" الخاص-الجزء الثالث
بعدما اتخذ قادة الحرب ورؤساء النظام الإسلامي حديث العهد اتجه 13 متخصص في مجال المدفعية من الحرس الثوري إلى سوريا، كي يقدموا الدورات التعليمة الضرورية لإطلاق صواريخ سكود، وتأسيس الوحدة الصاروخية للحرس الثوري.
2015 November 28 - 10:19 : تأريخ النشر

الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ بعد ما برزت الحاجة الشديدة إلى الرد الملائم على حرب المدن وإطلاق الصواريخ على المدن الغربية من البلاد خلال الحرب المفروضة، قرر بعض القادة والمسئولين العسكريين بان يختاروا فريقا مكونا من 13 شخصا من وحدة المدفعية التابعة للحرس الثوري وإرسال إلى سوريا لقضاء الدورات لتعليم إطلاق وصنع الصواريخ.
قبل ان يفكر قادة الحرب في إرسال فريق إلى سوريا، تلقى في تير عام 63 وزير الحرس الثوري آنذاك محسن رفيق دوست دعوة من ليبيا وسوريا لإجراء الحوار وانه قد قبل بالدعوة وتوجه إلى سوريا وليبيا.
في خضم زيارة رفيق دوست إلى سوريا طلب من حافظ الأسد ردا قويا على انتهاكات والبعثيين وتقديم المساعدة في مجال الصواريخ، لكن الأسد وبسبب كون الصواريخ تحت سيطرة الروس، قبل بان يقوم بتعليم القوات الإيرانية العمل بالصواريخ.
في زيارة وزير الحرس الثوري إلى ليبيا وعد معمر قذافي الوزير بإعطاء صواريخ سكود بي، وهذا الأمر أدى إلى ظهور قضية تأسيس وحدة صاروخية بشكل حقيقي في الساحة.
في تلك الأيام كان حسن طهراني مقدم شابا حديثا في العمل وكان بحكم رحيم صفوي تولى مسئولية إنشاء مدفعية الحرس الثوري وقيادة هذه الوحدة منذ ما يقارب 3 سنوات.
كان ذلك الشاب أفضل خيار للإرسال إلى سوريا من وجهة نظر قادة الحرس الثوري شاب طموح يسمى حسن طهراني مقدم، كان شابا مفكرا ومثقفا تولى قيادة مدفعية الحرس الثوري الإيراني على هذا فانه والى جانب 12 شخصا ومترجمين اللغة العربية، توجهوا إلى سوريا لتلقي دورة تعليمية لإطلاق الصواريخ وذلك يوم الخميس 3 من شهر آبان عام 63، أي بعد شهور من الاتفاق الإيراني مع سوريا وليبيا لتقديم التعليمات وتسليم صواريخ سكود بي.
الدخول إلى سوريا وبداية التعليمات
ان الفريق الإيراني بقيادة حسن طهراني مقدم قائد مدفعية الحرس دخلوا مطار دمشق واتجه عدد من قادة سوريا العسكريين للترحيب بهم ورحبوا بهم بحفاوة.
الشهيد طهراني مقدم في سوريا
ومن توجه الفريق إلى لواء 155 الصاروخي للجيش السوري والتقى بقادة الجيش وتعرف إلى خططهم التعليمية لكن لم تلفت تلك الخطط أنظار حسن طهراني مقدم وفريقه ولم تثير إعجابهم، ذلك انها كانت تأخذ الكثير من وقتهم، وثانيا في تلك الفترة كان الكثير من أهالي المدن الإيرانية التي كانت تعاني من الضربات الجوية في المدن يفقدون أرواحهم وذلك بسبب هجوم الجيش البعثي العراقي المستمر.
لهذا احتج طهراني مقدم على الخطط وطالب بان يتم التخطيط بشكل أفضل وفي اقل وقت ممكن للفريق الإيراني تم القبول بهذه الخطة في نهاية الأمر وتقرر بان يتم إقامة دورات تعليمية خلافا لرأي قادة سورية العسكريين لكن تم إقامتها في وقت وجيز حتى يتعلم الفريق الإيراني تلك التعليمات ويتجه إلى إيران.
لهذا تم إنشاء صفوف ومجموعات مختلفة كانت من ضمن تلك المجموعات قيادة المرافئ وحمل الصواريخ والوقود واستقرار الصواريخ ونصب رأس الصواريخ ومجموعة معرفة الأحوال الجوية ومجموعة الاختيار، لكن ومع ان تلك الصفوف لم تقام بشكل منفرد للقوات الإيرانية وكانت المجموعة الإيرانية المكونة من 13 شخص عليها ان تجتاز وتتعلم تلك الفترات، على هذا تقرر بان يتم إقامتها في فترتين صباحية ومسائية تستمر الأولى حتى الظهر والثانية حتى غروب الشمس ويتم إقامة مختلف الصفوف ويتعلم الفريق المكون من 13 شخص التعليمات من صفوف منفردة.
على هذا بدأت تلك التعليمات منذ 12 شهر آبان عام 63، في فريق لواء 155 الصاروخي لجيش سوريا في دمشق.
ان موضوع التعليمات كان يدور حول إطلاق صواريخ عظمية مثل سكود بي، صواريخ لم يكن ير أعضاء الفريق الإيراني مماثلا له عن كثب في حياتهم وهذا الأمر كان يصعب من العملية.
لكن بالرغم من هذا المشاكل ان حسن طهراني مقدم وفريقه تلقى التعليمات الضرورية، وقاموا بإعداد كراسات كثيرة نتيجة شهور من العمل المستمر وذلك حول مختلف العمليات مثل الاختبار والإعداد والإطلاق.
ما عدى تلك الحالة، وبما ان الفريق الإيراني كان قد استقر في أهم قاعدة صاروخية في سوريا بأمر مباشر من الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد، فان الفريق الإيراني كان يستغل أي فرصة للتعليم إذ كان يتفقد الصباح الباكر أعضاء الفريق المعدات العسكرية ومستودعات الصواريخ بعد تسلق الجبال دون ان يمنعهم أحد من ذلك، حتى يتعرف إلى كيفية الاحتفاظ بالصواريخ؟
ان الدورة التعليمة التي استمرت لثلاثة أشهر، في مجال تعليم كيفية العمل بالصواريخ انتهت في 30 آذر عام 63 لكن اقتراح السوريون بان يقوموا بتعليم كيفية إعداد وإطلاق قاذفات فراج إلى الضباط الإيرانيين الشباب.
وافق طهراني مقدم على هذا المقترح وتم تقديم 6 أشخاص من الضباط الشباب العضو في الفريق المكون من 13 شخصا لقضاء فترة قصيرة الأمد لإطلاق صواريخ فراج بعد اختيارهم، وانهم توجهوا إلى قاعدة أخرى لقضاء دورة إطلاق صواريخ فراج 7.
استمرت الدورة عدة أيام وانتهت في نهاية المطاف، وان الضباط الشباب قد أصبحوا بعد هذا اول ضباط صواريخ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورجعوا إلى طهران في 11 من شهر دي عام 63.
عندما هبطت طائرة مدنية في مطار مهر آباد كانت الساعة 3 فجرا لكن كانت في المطار طائرة عسكرية تابعة للجيش مستعدة لانتقال حسن طهراني مقدم والضباط الشباب في مجال الصواريخ إلى مدينة كرمان شاه.
على هذا توجه الفريق المكون من 13 شخصا من طهران إلى كرمان شاه، حتى يؤسسوا في قاعدة الشهيد منتظري عملا كبيرا جدا ألا وهو بداية المرحلة التأسيسية للواء صاروخي جديد.
قام أمير علي حاجي زادة بتأسيس هذا اللواء إذ كان آنذاك ضابط شاب من وحدة مدفعية الحرس الثوري وفي ظل غياب الضباط الشباب في مجال الصواريخ وذلك في قاعدة الشهيد منتظري حتى عند عودة حسن طهراني مقدم وفريق إلى إيران يقومون بتأسيس اول فريق صاروخي تابع للحرس الثوري ويعدون الآليات الضرورية لبداية العمل.
من جهة أخرى دخلت صواريخ سكود الذي وعدت ليبيا بان تدخلها إلى إيران وأصبحت مستعدة للطلاق.
تم توفير كل شيء حتى توجه إيران ضربة قاضية في جبهات الحرب مع العدو البعثي على الجيش العراقي الغازي.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق