رمز الخبر: 38
بينما كانت التيارات الجزئية المثقفة على مستوى الجامعات سواء تلك القومية أو اليسارية أو الليبرالية أو الأنثوية أو النسوية تبين استراتيجية عدو عندونا صديقنا، وتعتبر النظام الإسلامي عدوا لها وطوت صفحة الخلافات الجذرية والعميقة التي كانت تعصف بصفوفها كما يدعي أنصارها، كانت تحاول ومن خلال تقديم تحليل خاطئ حول انتخابات 24 خرداد عام 92 على غرار انتخابات الثاني من خرداد عام 76 وعبر استغلال إمكانيات الجامعات وإدخال التيار المتطرف خارج بيئة الجامعة، ان يبدا بأخذ الامتيازات والحصص السياسية من النظام ويقدم وكما فعل سابقا مرارا وكرارا نظرية ممارسة الضغط من الأدنى وهو نظرية وصلت الطرق المسدودة، عن طريق قناة الجامعة وتقوم بمتابعتها، هذا وان نتيجة غرف فكر هذا التيار تجلى في استراتيجية ركب أمواج الجامعة مرة ثانية.
2015 December 07 - 12:11 : تأريخ النشر

الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ ان علي خضريان هو من أعضاء المجلس المركزي لاتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب المستقلين سابقا، كما قام بكتابة كتاب الموجة الثالثة وفي مقال خصص الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية بها، قام بدراسة دور الأحزاب والجماعات في التيار الطلابي في البلاد اليكم نص المقال كاملا.
ان الجامعة باعتبارها مجتمع صغير ناجم عن أفكار المجتمع تشاهد دائما مختلف الاذواق والأفكار وهنا تبرز وتظهر مختلف الأدلة والمنطق وقد تتعارض أحيانا بعض تلك الأفكار مع الأفكار الأخرى.
لكن مما لا شك فيه ان الجامعة وبسبب كونها مكانا لظهور الأفكار وملتقى النظريات لم ولن ترى بانه من شانها ان تقوم بمدح شخص ما أو جماعة ما، وتتفوه ببنت شفاه في هذا المجال، هنا تتجه الرغبات نحو نقد كل شيء ودراسته وغني عن القول بان هذا النقد يهدف إلى بناء واكمال أي فكرة ونظرية تكون في مرحلة العمل، ولا تتعارض مع أصل الفكر والتفكير. لهذا ان طبيعة الطالب الجامعي هي التي تجعل كل شيء مثالي، وتقوم بتحليل تلك الأنشطة في الإطار العرفي للحركة الطلابية.
لما كان المجتمع الإيراني بعد انتصار الثورة الإسلامية شهد مختلف الصراعات، فمنذ بداية الثورة والشهور الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية قامت المؤسسات الشعبية ومنها الحرس الثوري للثورة الإسلامية وجهاد البناء والجهاد الجامعي، هذا ويجب ان نعترف بانه طوال العقود الثلاثة الماضية شهدت الحركة الطلابية مختلف التغييرات، إذ في بعض الفترات تحول جزء من الحركة الطلابية بعد دخولها إلى هيكلة السلطة إلى قاعدة حزبية في داخل الجامعة وسقط من الجانب الاخر من السطح بعدما نفت السلطة نفيا تاما.
يجب ان نعترف بان الجامعة وبسبب امتلاكها قوة صنع التيارات والنماذج للمجتمع كانت دائما محط اهتمام التيارات التي تريد التأثير على المجتمع من خلال استهداف هذه المؤسسة الاجتماعية.
ان تاريخ الجامعة يتذكر جيدا تلك الفترة التي كانت التيارات السياسية وبعد الدخول في ساحة الجامعة وإزالة الاستقلال الفكري والأكاديمي تبحث عن ساحة للحرية في بيئة الجامعة، هذا وان الاستقلال الفكري كان من أسس الحرية ولا يمكن جعله حرا وإطلاق سراحه، لكن يجب طلب الحصة من التيارات السياسية، والقول بشكل أو باخر بان في الجامعة يجب البحث في اول الخطوات عن السبيل للحرية في الاستقلال الفكري والسياسي للجامعة.
في هذا المجال يمكن الإشارة إلى مجموعة مكتب ترسيخ الوحدة في منتصف الستينات إذ كان بعض أعضاء هذه الجمعية الطلابية تتواصل مع التيارات السياسية خارج الجامعة ووفرت الأرضية لاستغلال بيئة الجامعة لصالح التيارات السياسية خارج الجامعة، إذ وفي مقابل هذه المقاربة التي اتخذها التيار اليسار السياسي طرح بعض المسئولين في فترة البناء وكانوا ينتمون إلى التيار اليمين الحكومي، ادلة بان مسئولية الحكومة تقع بأيدي الثوار ويحظون بتأييد الامام قدس سره والقائد، فلا يجب توجيه النقد لهم وقاموا بجعل الحركة الطلابية تتحمل مسئولية الحركات وعندما كان يتم توجيه لنقد لمؤسسة الجامعة والطالب وبعيدا عن كونه نقدا صحيحا أو غير صحيح، كانوا يوجهون تهمة المعارض لولاية الفقيه له، حتى في تلك الفترة وفي آبان من عام 72 قام سماحة قائد الثورة الإسلامية بإيضاح الرؤية الصحيحة لولاية الفقيه تجاخ النشاط السياسي للطلاب من جهة ومن جهة أخرى قام بتأييد من يستغلون بيئة الجامعة من التيار اليسار ومن جهة أخرى قام بتخطئة التيار اليسار في عدم التعبير عن الرؤى الانتقادية للطلاب قائلا:
انني اريد من الشباب انتم الطلاب سواء الأولاد أو البنات، ان تفكروا في اصغر الظواهر السياسية، وان تقوموا بالتحليل، حتى لو كان التحليل الذي تقدمونه خاطئا، ولا يمت بالواقع باي صلة، لعن الله تلك الايادي التي حاولت وتحاول ان تجعل شبابنا وجامعتنا غير سياسية، ان البلد الذي لا يفهم شبابه من السياسة شيئا، ولا يعرفون عن السياسة شيئا فانهم لا يفهمون القضايا السياسية في العالم، انهم لا يفهمون التيارات السياسية في العالم، ولا يقدمون التحليل الصحيح، هل يمكن لهذا البلد ان يسير على عاتق الناس والحكومة وان يحارب ويجاهد، نعم لو كانت الحكومة مستبدة (اللقاء بعدد من التلاميذ والطلاب 12/8/72).
لكن بالتحديد في تلك الفترة وخلافا لما قاله سماحة قائد الثورة فان التيار الحاكم وبمساعدة المسئولين في فترة البناء وبهدف جعل بيئة الجامعة فاعلة واستمرارا لفكرة تخطئة الصوت الحقيقي للجامعة في مواجهة الجمعيات الإسلامية للطلاب قاموا بتأسيس تنظيم سمي بالجمعية الإسلامية الطلابية.
في هذا المجال كان يرى بعضهم مثل محسن مير دامادي بان السياسات الخاصة بحكومة هاشمي رفسنجاني طوال السنوات الثمانية، وعدم السماح بالتدخل في السياسة في تلك الفترة للطبقات الأخرى في المجتمع، يعد أكثر الأسباب في هيمنة الصمت على التيار الطلابي، وهنا يطرح سؤال نفسه بانه فيما يتعلق بتصريحات مير دامادي الخيرة وهو لو قبلنا بمثل تلك الفترة كيف يمكن تجاهل الحقائق التاريخية حول الدور الرئيس لمكتب ترسيخ الوحدة في انتصار الثاني من خرداد عام 76 أي حركة الإصلاحيين؟ على هذا واساسا يجب القبول بان الحركة الطلابية وخلافا لما كنا نتصور التي ظهرت بعد تغيير حكومة البناء إلى حكومة الإصلاحيين نحو الفضاء السياسي المفتوح، يجب ان نسجل تلك الأجواء السياسية المفتوحة في نهاية حكومة البناء وان نبحث عن الأسباب والأدلة الكامنة وراء ذلك التغيير في المقاربات من قبل السياسيين آنذاك.
فكما ترجع بعض أسباب فتح الجامعة فجأة في القائمة الانتخابية في المجلس الخامس لجمعية العلماء الدين المناضلين وعدم اتفاق السيد هاشمي رفسجاني بصفته رئيسا للبلاد وعضو المجلس المركزي لجمعية علماء الدين المناضلين في وضع أسماء البعض الذين كانوا يريدون ادخال أسماءهم مثل عبد الله نوري وعطاء الله مهاجراني ومحسن نور بخش وتقديم قائمة أخرى تحت عنوان عدد من كوادر البناء، والى جانب التيار اليسار شكلوا جمعية حزب الله في المجلس الخامس، وان ظهور بعض الخلافات في الراي فيما بعد أدى إلى عدم تمكين جمعية علماء الدين المناضلين إلى علي اكبر ولايتي المرشح من قبل هاشمي رفسنجاني في انتخابات عام 76 وعلى هذا الأساس ان حكومة البناء وبغية التأثير على الانتخابات السابعة للرئاسة الجمهورية قامت باستيعاب الجامعات بهدف الحصوص على اصواتها لخيارها الأول الذي كان في ظاهر الامر ينتقد الدول ويحمل شعار الإصلاح ويحظى بدعم جمعية حزب الله أي عدد من كوادر البناء وكانوا يدعمون السيد هاشمي رفسنجاني، ومنح الجامعات إلى اشخاص مثل عطاء الله مهاجراني وتيارات مثل حلقة كيان بقيادة حسين حاج فرج دباغ (عبد الكريم سروش) وبعض الشخصيات المركزية الذين كانوا يكتبون المقالات حول استراتيجيات الرئاسة الجمهورية مثل سعيد حجاريان المساعد السياسي للمركز وكان يكتب مقالاته في شهرية كيان باسم جهان كير صالح بور وهو اسم مستعار، وعباس عبدي المساعد الثقافي للمركز ومحسن كديور المساعد في قسم الفكر الإسلامي وموسوي خوئنيي ها بصفته مسئول المركز الذي كان قد نصبه السيد هاشمي رفسنجاني عام 70 ويؤدي مهامه وانهم خرجوا فجأة من الجامعة وقاموا بنقد حكومة البناء.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق