رمز الخبر: 60
سلسلة أبحاث ينشرها مركز وثائق الثورة الإسلامية...
كان تأسيس الجبهة القومية في اول آبان عام 1328 له علاقة مباشرة بقضية النفط و الانتخابات الشكلية للبرلمان في دورته السادسة عشرة. كان تعرف هذه الجبهة بان هدفها الرئيس هو لحل قضية النفط و إصلاح نموذج الانتخابات...
2015 October 26 - 08:59 : تأريخ النشر

مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ كان تأسيس الجبهة القومية في اول آبان عام 1328 له علاقة مباشرة بقضية النفط و الانتخابات الشكلية للبرلمان في دورته السادسة عشرة. كان تعرف هذه الجبهة بان هدفها الرئيس هو لحل قضية النفط و إصلاح نموذج الانتخابات، و قد دخلت الساحة حاملة شعارات ديمقراطية و كانت تؤكد دائما على احترام الدستور والأسس الديمقراطية، تأكيدا كبيرا؛ لكنها تخلت عن أسس الديمقراطية في الكثير من الأحيان و انتهكت الديمقراطية بشكل أو بآخر. لهذا يقوم مركز وثائق الثورة الإسلامية و في ذكرى تأسيس الجبهة القومية بدراسة نماذج لانتهاك الديمقراطية على يد الجبهة القومية.

أرضية تأسيس الجبهة القومية.


عندما لم تنته قضية معاهدة جس-كلشائيان في البرلمان الخامس عشر بنتيجة كما كان يريدها الغرب و النظام البهلوي، و ذلك في خضم قضية النفط، حاول البلاط و من خلال ترتيب أوراق انتخابات البرلمان السادس عشر و هندستها، ان يحدد تركيبة البرلمان على نحو يتم الاتفاق على تلك المعاهدة. احتجاجا على ما أثير من شكوك حول انتخابات تلك الدورة البرلمانية، قامت مجموعة مكونة من 20 شخصا بقيادة الدكتور مصدق إذ كانوا من المعارضين لمعاهدة جس كلشائيان بالاعتصام في قصر مرمر مطالبين بإلغاء الانتخابات و تعيين حكومة محايدة تقيم الانتخابات و تشرف عليها. بما ان الاعتصام لم يلق ما يريد و لم تلب مطالبه، فقامت تلك المجوعة في اول آبان 1328 بتأسيس الجبهة القومية الإيرانية.
يعرف النظام الأساسي للجبهة القومية بان الهدف الكامن وراء إنشاءها هو تأسيس حكومة من خلال تتحقق إقامة الانتخابات الحرة و النزيهة و تتحقق حرية الأفكار. انهم كانوا يؤكدون تأكيدا كبيرا على مفاهيم الديمقراطية و يطالبون باحترام دستور الثورة الدستورية. مع هذا كانوا يقومون بأعمال في تلك القضايا، تنتهك القوانين الديمقراطية انتهاكا.
دراسة أدلة انتهاك الجبهة القومية أسس الديمقراطية

1- تطبيق الحكومة العرفية


ان الجبهة القومية و مصدق نفسه كانوا يعارضون دائما الحكومة العرفية و خاصة المادة الخامسة منها التي تمنح الحرية للسلطة التنفيذية لاعتقال كل من يعارض الحكومة. و تعتبر مثل هذا التعامل يتعارض و الديمقراطية. هذا و عندما تولى مصدق زمام الأمور كان يؤكد على أصل الحكومة العرفية و قد نفذ ما كان يعتبره معارضا للديمقراطية.
قال حسين مكي في الصفحة 125 من المجلد السابع لسنوات النهضة القومية في هذا المجال: قال مصدق ضاحكا كل الحكومات استفادت من المادة الخامسة من الحكومة العرفية لمواجهة المعارضين و انني أريد الاستفادة منها. أنا (مكي) و ما ان سمعت هذه العبارة ضربت يدي على راسي و قلت ماذا أرى انني كنت أتصور بان الدكتور لم و لن يستفيد من المادة الخامسة للحكومة العرفية التي كان يقول نفسه عنها: ان قانون الحكومة العرفية تعارض كل قوانين الديمقراطية و الدستور، عندما كان نائبا في البرلمان.

2- عدم الاهتمام بأصوات الناس والبرلمان في فاجعة 30 تير


بعد انتصار ثورة 30 من تير و عودة مصدق إلى الحكم، كان الشعب يريد إنزال العقوبة بمن كان وراء تلك الفاجعة. على إثر هذا الأمر اعتبر البرلمان بان قوام هو المسبب لفاجعة 30 من تير و قام بإيقاف أمواله، و بعد هذا طالب الناس في مظاهرات بان يتم محاكمة قوام و كل من كان يقف وراء حادثة 30 من تير. أما مصدق و في عمل عجيب و خلافا لمطالب الناس و البرلمان قام بدعم قوام و لم يسمح للعدلية بملاحقته و فضلا عن هذا فان الجنرال وثوق و هو المستشار العسكري لقوام و قائد الشرطة العام، و من العناصر الأخرى التي كانت تقف وراء جرائم 30 من تير، أصبح بأمر من مصدق مساعد وزارة الدفاع القومي.

3- الصيانة القضائية لأنصار مصدق


عندما واجه طلب الصلاحيات الخاصة على يد مصدق و كذلك إقامة الاستفتاء العام؛ معارضة البرلمان و على رأسهم آية الله كاشاني، قرر المعارضون للاستفتاء العام إقامة مختلف الاجتماعات في بيت آية الله كاشاني في حي بامنار، معربين عن معارضتهم مع الاستفتاء العام. على هذا فان الجبهة القومية التي قد بدأت قبل هذا الهجوم عليه، و قامت بشن الهجوم عليه هذه المرة بغية إخافته و أنصاره.
وفقا لما ورد في كتاب "مرداد خاموش" فانه في العاشر من مرداد 1332 أطلق أنصار الجبهة القومية شعار "ان مصدق منتصر" و بينما كانوا يحملون الأسلحة الباردة، دخلوا شارع بامنار و قاموا برمي بيت آية الله كاشاني بالحجارة. فقتل عدد من الناس و جرح آخرين.
بعيدا عما جرى في العاشر من مرداد، فان ما يبين انتهاك القانون هو قضية متابعة الحادثة على يد المراجع القانونية، التي عملت أحادية الجانب في وضح النهار، و في سبيل التنديد بمعارضي الحكومة، و قامت بتبرئة من شن الهجوم على بيت آية الله كاشاني، ان الملف القضائي لمن كان قد شن الهجوم والصراع، لم ير النور أبدا، و لم يتم دراسة الهجوم على بيت آية الله كاشاني الذي كان يعتبر شخصية دينية و سياسية و كان يتمتع بحصانة بصفته رئيسا للبرلمان و لم تم المراجع القضائية بتحريك ساكن.

4- حل البرلمان السابع عشر


ان أبرز الأمثلة في انتهاك الديمقراطية على يد الجبهة القومية هي إقامة الاستفتاء العام بغية حل البرلمان السابع عشر. ان مصدق كان قد استطاع اخذ الصلاحيات الخاصة من البرلمان لمدة 6 أشهر، و هذه المرة كان يطالب بأخذ الصلاحيات الخاصة لعام كامل من البرلمان؛ لكن عارض البرلمان هذا الطلب. في ردة فعل على معارضة البرلمان، و في عمل منافي للديمقراطية قام مصدق في 12 مرداد عام 1332 و بإقامة استفتاء عام بحل البرلمان السابع عشر. هذا و في الدستور لم يوجد بند يقضي بإقامة الاستفتاء العام على يد الحكومة لحل البرلمان. على هذا لم يكن حل البرلمان على يد مصدق يعارض الشعارات الديمقراطية التي رفعتها الجبهة القومية، بل كانت تحرم البلاد من البرلمان. فضلا عن حل البرلمان بعد الانقلاب العسكري الذي تم لصالح من قاموا بالانقلاب العسكري، إذ انهم ادخلوا قواتهم في البرلمان من خلال هندسة الانتخابات، و وفروا الأرضية لفرض الكونسورتيوم على البلاد.
ان النماذج الأربعة أعلاه تدل على خروج الجبهة القومية عن دائرة الديمقراطية، و لا يمكن البحث عن أي مبرر ديمقراطي لها. مع هذه الأمثلة أسقطت شعارات الجبهة القومية من الاعتبار و فقدت فحواها. أرسل آية الله كاشاني رسالة إلى مصدق قبل يوم من سقوطه، و عد محاور العدول عن الديمقراطية على يد الجبهة القومية. كتب آية الله كاشاني في هذه الرسالة: لم تستمعوا إلى كلامي و إصراري حول عدم تنفيذ الاستفتاء العام قمتم برمي بيتي بالحجارة و سجنتم أبنائي و أغلقتم البرلمان إذ كنتم تخافون منه فلا برلمان لديكم و لا قاعدة شعبية.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق