رمز الخبر: 147
في حادثة القصف الكيماوي لمقر فاطمة الزهراء في الفاو ، إذ كان محل إسكان قواتنا المرسلة إلى هناك ، كلنا أصبنا بالمادة الكيماوية ، فتم أرسلنا إلى طهران ، و قبل هذه الحادثة في المنطقة كنت شاهداً على إحدى حالات القصف الكيماوي تعرضت إلى الإصابة بالكيماوي أنا و عدد من الأصدقاء، جئنا إلى طهران على الفور ، و من كانوا في المقر ، ترك الكيماوي أثره عليهم صباح اليوم التالي ، و تم إرسالهم إلى طهران حيث إستاد آزادي.
2021 June 21 - 10:34 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامي، ان حاج احمد قديريان يعد من الناشطين السياسيين و المناضلين قبل الثورة ، بعد انتصار الثورة الإسلامية استمر بالجهاد في مناصب حساسة منها مساعد تنفيذي للمدعي العام، و الأمين العام و مستشار وزير الحرس الثوري و تفتيش مؤسسة الشهيد.

فيما يلي ننقل جزء من ذكريات الحاج احمد من فترة الدفاع المقدس ، و قد نشر في كتاب ذكرياته في مركز وثائق الثورة الإسلامية.

يقول الحاج احمد قديريان : كنا على علاقة بعدة مقار عسكرية، و كانت طبيعة عملنا على نحو كان يتوجب بقاء القوات لشهرين في المنطقة الحربية ، لكن لو أراد الجندي البقاء في الجبهات لشهر آخر و قدم طلباً فبإمكانه البقاء هناك ، كانت القوات و عند الذهاب إلى الجبهات تحمل كل ما تحتاجه من معدات معها ، من الأزياء العسكرية، و الحذاء العسكري و الحذاء العادي، و أما الأسلحة فأنهم كانوا يأخذونها في المنطقة ، فان القوات المرسلة و بحسب الوظيفة التي يؤدونها في الجبهات كان يقسمون هناك و يقومون بأداء الواجبات، و لو كان هناك قسم الإسناد ، فانه كان يقوم ببناء السواتر والإعداد للخط المقدم.

في فترة ما أرسلنا المتطوعين للمنطقة الحربية في الفاو. و في الفاو كنا نمتلك الإمكانيات الرفاهية و الإسكانية الكاملة، و في هذه المنطقة الحربية كان هناك مقرين رئيسيين، باسم مقر سيدنا نوح ومقر فاطمة الزهراء سلام الله عليها، و كان المسئول هو اللواء وحيد أبو طالبي، كما كان في الفاو مقار أخرى، إذ كان السيد طاهري وأشخاص آخرون يعلمون هناك، و في الأهواز كان مقر صراط المستقيم التابع لوزارة الحرس الثوري ومقر نوح النبي التابع لمقر خاتم الأنبياء، والقوات المرسلة كانت ترسل لهذه المقار، و في خرم شهر و آبادان و الفاو كانت المقار تقوم بمهمة الإعداد و أحياناً كنا نستفيد منها في الخط المقدم للجبهات.

ان المقاتلين الذين كانوا يستشهدون أو يجرحون في الجبهات، فكانوا يضعون الشهداء في معراج الشهداء، و ثم يتم نقلهم عبر البطاقة الهوية أو الرقم إلى مدنهم و محافظتهم، و يسلمونهم إلى أسرتهم، لكن الجرحى كانوا ينتقلون إلى المحافظات حسب نوع الجرح، و في بعض الأحيان يتم ارسال من كان من أهالي شيراز إلى مشهد المقدس أو طهران، كما كان يتم ارسال أهالي طهران إلى أراك أو المحافظات الأخرى، ذلك ان عدد الجرحى كان كبيراً و كان لكل محافظة قدرة استيعابية خاصة، في حادثة القصف الكيماوي لمقر فاطمة الزهراء في الفاو ، إذ كان محل إسكان قواتنا المرسلة إلى هناك، كلنا أصبنا بالمادة الكيماوية، فتم أرسلنا إلى طهران، و قبل هذه الحادثة في المنطقة كنت شاهداً على إحدى حالات القصف الكيماوي تعرضت إلى الإصابة بالكيماوي أنا و عدد من الأصدقاء، جئنا إلى طهران على الفور، و من كانوا في المقر، ترك الكيماوي أثره عليهم صباح اليوم التالي، وتم إرسالهم إلى طهران حيث إستاد آزادي. 

ان تأثير الكيماوي بلغ حداً بحيث عاني الشباب من أمراض في العيون لم يستطيعوا فتحها حتى بعد شهر من الحادث، حتى تحسن حالهم قليلاً، وان الأشخاص الذين أصيبوا بالقصف كانت حالتهم اشد سوءا ، إذ يصيبهم بالعمى أول الأمر ، ثم يترك تأثيره على جلدهم ومن ثم في رئتهم، واحد المقاتلين الذين أصيبوا في الجبهات ولما كان قريباً من القصف، فان كل جسده أي وجهه ويديه ورجليه وحتى رئته، تعرضا لأضرار بالغة، وتم نقله إلى مستشفى الشهيد لبافي نجاد لكنه استشهد بعد أيام، وما كان بارزاً عند المصابين هو حجم الضرر الذي تعرض له أجسادهم، هذا الوضع الذي عانى منه الجرحى بالكيماوي والشهداء، يحمل في طياته مشاهد معبرة لنا.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق