رمز الخبر: 169
واحدة من أبعاد شخصية الراحل حجة الإسلام والمسلمين روح الله حسينيان هي البعد العلمي والبحثي ، من الملفت بان هذا البعد لشخصية الراحل حسينيان لم يؤخذ في الاعتبار كما ينبغي في المجتمع الإيراني ؛ لأن الشخصية السياسية للراحل طغت على جوانب أخرى من شخصيته ، مما أدى إلى إهمال جوانبه العلمية والبحثية في الوسط العلمي في إيران. كان للراحل حسينيان خاصيتان مميزتان في البعد العلمي والبحثي لشخصيته ؛ الأول أنه كان شخصية باحثة بارزة ، والثاني أنه يتواضع تجاه الباحثين الآخرين.
2021 August 28 - 12:36 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ توفي حجة الإسلام والمسلمين روح الله حسينيان فجر يوم 4 شهريور عام 1399. و يحمل سجلاً حافلاً في مختلف مجالات السياسة والأمن والقضاء والعلم. واستخدم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ، في رسالته التعزية في وفاة الراحل حسينيان ، مصطلح "عالم الدين المجاهد" ، وسمي "المقاومة" و "والذي لا يعرف الملل و الكلل" و "الصراحة" كسمات بارزة للراحل.

بالتزامن مع الذكرى الأولى لوفاة الراحل حجة الإسلام والمسلمين روح الله حسينيان ، نُشر كتاب تخليد بعنوان "عالم الدين المجاهد" بهدف التعريف ببعض أبعاد شخصيته. أحد هذه الأبعاد هو دور الراحل حسينيان في تطوير وتكامل تأريخ الثورة الإسلامية. وفي جزء من مذكرات "عالم الدين المجاهد" ، تناول الدكتور أكبر أشرفي ، الأستاذ الجامعي ومساعد الأبحاث السابق بمركز وثائق الثورة الإسلامية ، شخصية الراحل حسينيان من هذا المنظور.

إليكم نص المقال:

كان الراحل حجة الإسلام والمسلمين السيد روح الله حسينيان أحد الشخصيات البارزة في جمهورية إيران الإسلامية. كان للراحل شخصية متعددة الأبعاد وله وجه بارز في كل هذه الأبعاد المختلفة. فمن ناحية ، كان المرحوم حسينيان قاضياً بارزاً وصارماً قضى جزءاً هاماً من حياته في القضاء وفي مناصب قضائية مختلفة. من ناحية أخرى ، كان فقيهاً سياسياً نشطاً في المشهد السياسي الإيراني وكان مؤثراً في النشاط السياسي للتيارات والفصائل السياسية.

كان أحياناً مؤثراً في تأسيس مجموعة سياسية ، وكان أحياناً ينتقد تياراً آخر. على الرغم من أنه لم ينسحب أبداً من السياسة ، إلا أنه لم يتأثر بالانتماءات الحزبية المعتادة بسبب شخصيته المستقلة ومبادئه المبدئية. كان يرى ان المدرسة الشيعية وثورة الخميني رحمه الله تمثل له طريقا مستقيما لا يستطيع أحد في أي موقع الانحراف عنها. لهذا السبب بالتحديد ، كان الراحل روح الله حسينيان غالباً وحيداً بين السياسيين الإيرانيين ولم ينضم إلى صفوف التيارات كما هو معهود.

البعد الثالث لشخصية الراحل هو بعده الأخلاقي وسلوكه الشخصي المليء بالعبادة والتصوف والإخلاص والشجاعة والاهتمام بالناس والالتزام بالقانون والولائية والتعاون ، وهو ما لا يستطيع القلم وصفه بشكل كامل.

البعد الرابع من أبعاد شخصية الراحل حجة الإسلام والمسلمين روح الله حسينيان هي بعده العلمي والبحثي ، من الملفت ، بان هذا البعد لشخصية الراحل حسينيان لم يؤخذ في الاعتبار كما ينبغي في المجتمع الإيراني ؛ لأن الشخصية السياسية للراحل طغت على جوانب أخرى من شخصيته ، مما أدى إلى إهمال جوانبه العلمية والبحثية في الوسط العلمي في إيران. نظرًا لمعرفة الكاتب لأكثر من عشرين عاما بالشخصية العلمية للراحل ، وعلى الرغم من عدم قدرته على وصف سيرته الذاتية العلمية بشكل كامل ، إلا أني ابذل قصارى جهدي لتقديم وصف موجز لبعده العلمي.

كان للمرحوم روح الله حسينيان خاصيتان مميزتان في الجوانب العلمية والبحثية لشخصيته. أولاً ، كان هو نفسه باحثاً بارزاً. فأعماله العلمية الباقية ، مثل الكتاب القيم المكون من خمسة مجلدات بعنوان "الثورة الإسلامية ، الخلفيات ، الكيفية والأسباب" ، بالإضافة إلى مجموعة "تفسير آفتاب" وأعماله المفيدة الأخرى ، تثبت هذا الادعاء.

ثانيًا ، إن الراحل و بالإضافة إلى كونه باحثاً ، يتواضع في التعامل مع الباحثين الآخرين ، ولم يدخر أي جهد لمساعدة الباحثين ، وخاصة الباحثين في الثورة الإسلامية. تم تسليط الضوء على هاتين الخاصيتين من خلال التنظيم الهيكلي والبحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية من عام 1374 إلى عام ذ399 ، ومن خلال هذا المركز تمكن من إنشاء "مدرسة التأريخ للثورة الإسلامية الإيرانية".

تأسس مركز وثائق الثورة الإسلامية بعد انتصار الثورة برأي الإمام الخميني (رحمه الله) لتجميع تاريخ الثورة الإسلامية الإيرانية وبرز بمرور الوقت كـ "مدرسة" في الحقل تأريخ الثورة الإسلامية في إيران. بالإضافة إلى الروح الإلهية للإمام الخميني (رحمه الله) وصنع سياسته على أساس ضرورة عدم اعتماد هذا المركز على الحكومة وعدم تأثر فعالية سياساته البحثية بتغيير المسئولين، كان العنصر الآخر في تبديل هذا المركز بمثابة مدرسة للتأريخ هو تواجد الراحل روح الله حسينيان كأول رئيس لهذا المركز لفترة استمرت ربع قرن، و طيلة هذه الفترة فان هذا المركز شهد تغييراً كبيراً في الجانب الإداري والبحثي و كذلك بغية نوع نظرته إلى إعداد تاريخ الثورة الإسلامية، فاهم جوانب هذا التطور الذي ترك تأثيره في تحويل هذا المركز إلى مدرسة للتأريخ هي كالتالي: 

تغيير أسلوب إعداد تاريخ الثورة الإسلامية من تدوين التاريخ الفردي إلى التاريخ الجمعي-خلق أجواء ملائمة للكتاب والباحثين الشباب في مجال الثورة الإسلامية-الدفاع عن الأصالة الإسلامية للثورة الإسلامية الإيرانية-إعداد تاريخ الثورة الإسلامية من مختلف الجوانب العلمية-الاهتمام بالقضايا المهمة المستجدة إلى جانب إعداد تاريخ الثورة الإسلامية الإيرانية-الاهتمام بالتطورات الثورية في المناطق و المراكز و المدن المختلفة في البلاد-إعداد و تنظيم وثائق الثورة الإسلامية الإيرانية-دعم نشر الأبحاث و الاطاريح الطلابية-تبني خطة بحثية شاملة إلى جانب الخطة السنوية-إنشاء مكتبة تخصصية للثورة الإسلامية الإيرانية-تأسيس مطبعة خاصة بمركز وثائق الثورة الإسلامية لنشر أبحاث هذا المركز.

النهاية


أرسل إلى صديق
ترك تعليق