رمز الخبر: 2
سلسلة أبحاث ينشرها مركز وثائق الثورة الإسلامية...
بعد إلقاء سماحة آية الله الخامنئي خطابه التاريخي والراسخ في الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، الذي جاء في مواجهة الهجمة السياسية والإعلامية الأمريكية ودعمها العسكري للعراق؛ وصف وزير الخارجية البريطاني آنذاك، هاوك، ذلك الخطاب بالمستفز والمهين للغرب. كما اعتبر وزير الخارجية الكندي جو كلارك، هذا الخطاب بالمدمر.
2015 September 27 - 13:02 : تأريخ النشر
جاء خطاب سماحة آية الله الخامنئي التاريخي في أكثر سنوات الحرب المفروضة تأزما، وبالتحديد في فترة كانت تشهد الهجمة الواسعة النطاق على جمهورية إيران الإسلامية بقيادة أمريكا، كان الدعم اللا محدود لنظام صدام بعد صدور قرار 598، مستمرا وشهدت الساحة دعاية واسعة النطاق في وسائل الإعلام الغربية، تستهدف الثورة الإسلامية.

في الجانب العسكري كانت حرب ناقلات النفط قد بلغت ذروتها وجعلت الولايات المتحدة الأمريكية الدعم الشامل لنظام صدام (بالرغم من ارتكابه الجريمة الكيماوية والهجوم واسع النطاق على المدن والمدنيين في إيران) على رأس أجندتها، إذ تبلور هذا الأمر في الهجوم على السفينة التجارية الإيرانية. في مقابل هذه الممارسات قرر رئيس جمهورية إيران الإسلامية بان يلقي خطابة في الجمعية العامة، فتم الرد على هجوم أمريكا وممارساتها ردا قويا، من خلال خطاب سماحة آية الله الخامنئي وأدلته المعقولة، مما أدى إلى فضح أمريكا وعملائها.

في الـ 30 من شهريور عام 1366 غادر آية الله الخامنئي رئيس الجمهورية آنذاك طهران متجها إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع الـ 42 للجمعية العامة للأمم المتحدة. تمت هذه الزيارة بعد 7 سنوات من مشاركة محمد علي رجائي في اجتماع مجلس الأمن للأمم المتحدة. كان في تلك السنوات السيد ولايتي وزير الخارجية مندوبا لإيران للمشاركة في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. وكان يشكل الوفد المرافق له السيد مير سليم المستشار الأعلى للرئاسة الجمهورية وعلي رضا معيري، المساعد السياسي لرئيس الوزراء.

جاءت خطبه سماحة آية الله الخامنئي كأول رئيس للجمهورية في إيران في الاجتماع الثاني والأربعين لمنظمة الأمم المتحدة، في وقت تحولت الحرب المفروضة إلى الهاجس الرئيس لنظام الجمهورية الإسلامية التي شهدت هجوما عسكريا شديدا على بلادنا. زادت الولايات المتحدة وحلفاءها من التواجد في المنطقة وبلغت حرب ناقلات النفط ذروتها بعد الهجوم المباشر للقوات الأمريكية على السفن التجارية الإيرانية.

كانت تظن القوى الغربية وحلفاء صدام في المنطقة بان إيران تعاني من الضغوط ومستعدة للقبول الكامل بشروطها. بينما جرت الدول الغربية ويلات الإخفاق أكثر من ذي قبل بعد الانتصارات التي حققتها القوات الإيرانية في مواجهة نظام صدام حسين.

تلك القضية قد أدت إلى زيادة الدول الغربية ممارساتها لاستسلام إيران. على هذا كان صدور قرار 598 والمساعي الهادفة لممارسة الضغط على جمهورية إيران الإسلامية يأتي في هذا الإطار. رأت تلك القضايا النور بينما كانت الدول الغربية تتجاهل كل جرائم صدام في القرارات التي كانت تصدرها. وان الدول الغربية ومن خلال فرض الحصار العسكري والاقتصادي على جمهورية إيران الإسلامية والتداخل المباشر أحيانا والحضور المباشر كذلك، فتحت جبهة جديدة لمواجهة الجمهورية الإسلامية وجعلت العراق يصبح أكثر جرأة في ارتكاب جرائم قل نظيرها مثل استخدام الأسلحة الكيماوية والهجوم على المدن والمدنيين.

ان الجمهورية الإسلامية ونظرا إلى السياسات التمييزية للدول الغربية ودعمها المستمر لصدام، وجهت انتقادات لاذعة لأمم المتحدة، ولم تشارك في أعمال منظمة الأمم عمليا. جاء خطاب سماحة آية الله الخامنئي في الجمعية العامة لمواجهة مثل تلك الحركات. هذا وان أسلوب خطاب رئيس الجمهورية الخاص والأدلة القوية التي قدمها، كانت تمثل ردا قويا على تلك الهجمات. بعبارة اجل ان إلقاء الخطاب البليغ على يد آية الله الخامنئي إذ لقى صدى واسعا بين المشاركين ووسائل الإعلام العالمية، وأثار كذلك غضب الأوساط الأمريكية والصهيونية العالمية، قد عبر عن أدلة نظام الجمهورية الإسلامية المعقولة في مواجهة الهجمات الإعلامية ودعم الدول الغربية العسكري وخاصة أمريكا، لنظام العراق.

بدا سماحة آية الله الخامنئي خطابه في الجمعية العامة للام المتحدة وبحضور الدول المعارضة لإيران بهذه الكلمات: يا رب أبدا باسمك واطلب منك الهداية والعون، ان حياتي ومماتي ومناجاتي لك، أضف حديثي نورا وبلاغة، واجعله رسالة حقيقية لملايين من الآذان والأفئدة التي تطلبها اليوم بشوق واشتياق، وكذلك نحو مئات الأضعاف مستقبلا.
ثم وبعد ذكر الله وخالق الكون صلى آية الخامنئي على الأنبياء الإلهيين: يا رب صل على أرواح الأنبياء الكبار وخاصة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، أصالة عني ونيابة عن شعبي". وثم قام بإيضاح الرؤية الكونية الإلهية للأنبياء من خلال الحديث عن إيران وثورة شعبها المؤمن، وتحدى النظام الجائر المادي العالمي.

ان الدفاع المبدئي ونفوذ كلام آية الله الخامنئي في أكثر الظروف السائدة إيران والمنطقة، تأزما، ترك تأثيره على العالم والتوعية الإعلامية حول جرائم أمريكا في الخليج الفارسي، كما كان التأكيد على اللا عدالة في الحرب المفروضة على إيران وعجز مجلس الأمن في مواجهة تلك الجرائم؛ من القضايا التي كشف عنها سماحة آية الله الخامنئي رئيس الجمهورية ووجه انتقاده لها. ان آية الله الخامنئي كشف النقاب عن صمت الغرب وحتى تقديمه العون الجلي والخفي لنظام صدام حسين وفضح اتجاهات مجلس الأمن عدم تنديده بالمهاجمين، والغزاة. قال آية الله الخامنئي بحق: كانت إيران تتوقع من مجلس الأمن ان يبقى محايدا على اقل تقدير.

وشبه آية الله الخامنئي صدام بهتلر مطالبا بالاستفادة من تجربة محكمة نورنبيرغ في مشروع معاقبة العراق بصفته مهاجما بغية تحقيق الأمن. انه اعتبر عجز مجلس الأمن في التنديد بصدام في إثارته حرب المدن والحروب الكيماوية وفي بدء الحرب هو السبب في اتخاذ المواقف العدائية تجاه الكثير من الدول ومنها أمريكا وقال ان هذا الانتقاد ليس موجها لمجلس الأمن بل "انه موجه لأداء مجلس الأمن والتنويه بدور مجلس الأمن في دعم هجوم العراق على الأراضي الإيرانية. قضية لم يستمع إليها العالم وأبرزت نفسها فيما بعد في حرب الكويت.

كانت انتقاداته لبنية مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، من القضايا الجوهرية في خطابه. ذلك انه عرف في تلك المحاضرة حق النقض الدولي والعضوية الدائمة في مجلس الأمن بالتمييزين ظالمين لمنظمة الأمم المتحدة. ان سماحة آية الله الخامنئي وبعد فضح تدخل مجلس الأمن في الحرب المفروضة، ان الهيكلة الأمنية التي بنيت عليها سياسات مجلس الأمن، ليست إلا قصرا بهيا وفخما لكنه من ورق.

ان القضية الفلسطينية شكلت جزءا من خطاب سماحة آية الله الخامنئي. قال آية الله الخامنئي بان الكيان المزيف يماثل جانب نظام مثل نظام جنوب إفريقيا الفاشي (الذي كان ينفذ آنذاك قوانين عنصرية).

كما كانت ممارسات أمريكا لمواجهة إيران والمطالبة بوحدة دول العالم الثالث لمواجهة نظام الهيمنة قد شكلت محورا آخر لخطاب آية الله الخامنئي في تلك الاجتماعات.
اثبت آية الله الخامنئي طوال خطابه تأكيده على القضايا الثقافية وشدد على مكافحة الفساد والحفاظ على أسس الأسرة وصون حقوق المرأة وقيمها.

أضف إلى هذا كان توجيه التهديد لأمريكا لما قامت به من الهجوم على السفينة التجارية الإيرانية بذريعة وضع الألغام في الخليج الفارسي، من القضايا المهمة وذات القيمة في خطاب آية الله الخامنئي.

فكما لاحظنا من خلال السطور السالفة ان جرأة خطاب رئيس الجمهورية وشجاعته في تهديد أمريكا جاء في فترة كانت تظن الدول الغربية والدول الداعمة لصدام بان جمهورية إيران الإسلامية تعاني من الضغط. ان موقفه هذا بث الفرحة في نفوس الشعب فزادت معنويات المقاتلين في جبهات الحرب.

هذا وكان لذلك الخطاب تأثيره الدولي. عندما كان يتحدث آية الله الخامنئي عن السياسات الأمريكية وبالتحديد الهجوم الأمريكي على السفينة التجارية لإيران، وصف وزير الخارجية البريطاني آنذاك، هاوك، ذلك الخطاب بالمستفز والمهين للغرب. كما اعتبر وزير الخارجية الكندي جو كلارك، هذا الخطاب بالمدمر.
أرسل إلى صديق
ترك تعليق