رمز الخبر: 62
سلسلة أبحاث ينشرها مركز وثائق الثورة الإسلامية...
لو اعتبرنا أنور السادات المصري مؤسسا للمساومة مع الصهاينة، فعلينا اعتبار مشروع فهد بن عبد العزيز بالمواصل لذلك الطريق ومن الأسباب الرئيسية لما وصل إليه الشعب الفلسطيني في يومنا هذا، هذا وان ردة فعل الإمام التاريخية لم تبطل مفعول تلك الخيانة فحسب، بل كانت تعتبر منعطفا في نضال الفلسطينيين ومحور المقاومة.
2015 October 30 - 09:20 : تأريخ النشر

الموقع الإعلامي البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية: طوال تاريخ انتهاكات الكيان الصهيوني وبعيدا عن دعم الدول الغربية لهذا الكيان، كان ضعف الحكام العرب العملاء قد لعب دورا مهما في تجرئ هذا النظام، ومنح الآليات الضرورية لاستمرار تلك الجرائم. في هذا لو اعتبرنا أنور السادات المصري مؤسسا للمساومة مع الصهاينة، فعلينا اعتبار مشروع فهد بن عبد العزيز بالمواصل لذلك الطريق ومن الأسباب الرئيسية لما وصل إليه الشعب الفلسطيني في يومنا هذا.
في بداية نضال العالم الإسلامي مع الكيان الصهيوني وبينما كان العالم الإسلامي غاضبا ومحتجا، سادته موجة من اليأس وألقت بضلالها على العالم الإسلامي، بعد الإخفاقات الثلاثة المذلة للدول العربية وجيوشها من الكيان الصهيوني (منذ عام 1948 حتى 1967) وتم الترويج لشعار عدم هزيمة الكيان الصهيوني. في هذه الفترة تم الإبرام على معاهد كامب ديفيد (بين الحكومة المصرية والكيان الصهيوني المحتل، وبوساطة أمريكا) فتكون تيار كان يضرب بجذوره في فكر المساومة مع المحتلين الصهاينة. هذا التيار هو الذي ترك فكرة تدمير العدو للحفاظ على الحدود الإسلامية جانبا وجعل ممارسة الضغوط على الصهاينة للوصول إلى الحدود المتفق عليها على رأس أجندة عمله. تم اختزال الصراع مع المحتلين من الهدف المبدئي لإزالة الصهاينة إلى التسامح مع الصهاينة للوصول إلى الحدود المتفق عليها، فتغير الهدف الرئيس من إزالة إسرائيل إلى تحديد إسرائيل.
في هذه الفترة اتخذت الأنظمة العميلة في المنطقة بشكل أو بآخر سبيلا اتخذه النظام السائد على مصر، ووفرت الأرضية من خلال مشاريعها لاستمرار حياة النظام الصهيوني. فكان فهد بن عبد العزيز ولي العهد آنذاك وفي 18 مرداد عام 1360 قدم مقترحا، كان في واقع الأمر مكملا ومتتما لمشروع أنور السادات وتأييد كيان إسرائيل. ان هذا المشروع كان في المقام الأول يريد انسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة وفي المقام الثاني كان يريد ضمان بعض من حقوق الفلسطينيين، لكن الجانب الثالث لهذا المشروع الأمريكي الصهيوني الذي كان يسعى لإضفاء الشرعية على كيان الصهيوني هو الذي أدى إلى إثارة احتجاجات في العالم الإسلامي.
في هذا المجال كان لاحتجاج الإمام الخميني قدس سره مكانة وتأثير مهمين ذلك انه من خلال معارضة الإمام الصريحة ودعم مسلمي العالم لمواقف سماحة الإمام قدس سره، رفضت الكثير من الدول مشروع فهد. قال الإمام في ردة فعل على هذا المشروع في السادس من آبان عام 1360: على كلنا وكل مسلم ان يرفض مشاريع كمشروع السادات وفهد. من واجبنا ان ندد بهذه الأفعال التي لا تصب في مصلحة المستضعفين. في يومنا هذا ان من أخطر القضايا هي مشروع كامب ديفيد ومشروع فهد إذ ترسخ إسرائيل وجرائمها، ان تلك المشاريع أدت إلى ظهور الخلافات وفتحت الطريق أمام إسرائيل.
اثبت سلوك الصهاينة الغزاة في السنوات التالية بان الكيان الصهيوني لم ولن يقبل بان يرضخ لمشروع يملئ عليه، وان ينسحب من مزاعمه الباطلة، بلغت هذه الوقاحة درجة يعتبرون في اجتماعات السلام المشتركة بين العرب وإسرائيل بان الحل الوحيد للفلسطينيين هو إبادتهم، واتخذوا القرار الحقيقي بان يمنعوا دخول المتشردين الفلسطينيين الأراضي المحتلة، بقوة، هذا وان إسرائيل في يومنا هذا تحولت إلى حليف خفي لحكام العرب بينما لا يزال الفلسطينيين متشردين.
في هذا المجال يكتسي إلقاء نظرة على بعض الصحف الداخلية التي احتجت على مشروع السعودية، أهمية كبرى.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق