رمز الخبر: 96
اصدر هايزر أوامره: هاجموا المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وإطلاق النار العشوائي، لو لم يترك تأثيره فصوبوا فوهات البنادق نحو المتظاهرين كي يفهموا بان الجيش يقوم بما يريد، تحدث قره باغي على الفور مع بختيار، ثم طلب مساعده وأمره باللغة الفارسية بإطلاق النار. قال قره باغي لهايزر: كما اتخذنا قرارنا نقوم بما تطلبه على الفور.
2021 February 02 - 09:27 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية-ملف خاص بالأيام الدموية للثورة؛ بعد إغلاق المطارات في شهر بهمن من عام 57 والحؤول دون دخول الإمام ارض الوطن، اضطربت أوضاع البلاد وخاصة طهران مرة أخرى، بعد اعتصام علماء الدين المناضلين في جامعة طهران، أصبحت المنطقة المحيطة بالجامعة مركزاً للمواجهة، في اليوم السادس من شهر بهمن نشرت شائعة في طهران مفادها بان الإمام الخميني رحمه الله ترك باريس بطائرة متوجهاً لطهران، وان الطائرة التي تقل الإمام هبطت في قاعدة شاهرخي الجوية في مدينة همدان، بعد نشر هذه الشائعة نزل عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع وقاموا بالمظاهرات وهم يهتفون الموت للشاه، مركز الصراع كان ساحة 24 اسفند (انقلاب حالياً) القريبة من الجامعة، أغلقت قوات الشرطة الساحة والشوارع التي تنتهي بها بوجه الناس، واستشهد عشرات الناس وجرح آخرون، أعلنت وكالات الأنباء بان 38 شخصاً استشهدوا، جاء في هذا المجال في كتاب "عام من النضال للإطاحة بنظام الشاه" الذي نشره مركز وثائق الثورة الإسلامية:

حدثت اشد واعنف صراع في ساحة 24 اسفند في يوم الثامن من بهمن (28 يناير عام 1979) وفقاً لتقرير الجنرال قره باغي اصدر مختلف طبقات الشعب بيانات طالبت فيها الناس التوجه إلى المطار يوم الثامن من بهمن بغية الاستعداد لدخول الإمام الخميني رحمه الله، ووفقاً لتقرير قوات الدرك، في ذلك اليوم سارت حشود غفيرة بغية السيطرة على المطار، لكنها واجهت قوات الدرك المستقرة أطراف المطار التي تمنعها من الدخول، فرجعت إلى أطراف المدينة وهي غاضبة.

واجه المتظاهرون في طريق العودة إلى ساحة 24 اسفند قوات الدرك التي كانت تريد مغادرة المقر، وحدث مواجهة بينهم، طلب مقر قوات الدرك العون من قوات الحكومة العرفية، إذ قامت القوات العسكرية بمساعدتهم، وعند اجتيازهم الشارع الواقع أمام الجامعة حدثت مواجهة بينهم وبين الناس، الملفت للنظر هو أن هايزر هو من اصدر أوامر بارتكاب المجزرة، ووفقاً لاعتراف هايزر في اجتماع قادة الجيش الذي أقيم بحضوره في مكتب قره باغي، نقلوا خبر مواجهة الناس مع قوات المقر.

عندما اصدر الجنرال الأمريكي أوامر بارتكاب المجازر بحق الشعب الإيراني/ تقرير لوسائل الإعلام الأجنبية عن المظاهرات الأكثر عنفاً في طهران

اصدر هايزر أوامره: هاجموا المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وإطلاق النار العشوائي، لو لم يترك تأثيره فصوبوا فوهات البنادق نحو المتظاهرين كي يفهموا بان الجيش يقوم بما يريد، تحدث قره باغي على الفور مع بختيار، ثم طلب مساعده وأمره باللغة الفارسية بإطلاق النار. قال قره باغي لهايزر: كما اتخذنا قرارنا نقوم بما تطلبه على الفور.

قُبيل الظهر انتقلت المواجهات إلى ساحة 24 اسفند ولما كان مقر قوات الدرك واقع في بداية شارع 30 متري (كاركر جنوبي) فأصوات إطلاق الرصاص من على مبنى المقر نحو الناس لم تنقطع، استمرت المواجهات لساعات طويلة، وكانت رائحة الدم والرصاص تفوح في المكان كما كان الناس يكبرون ويهتفون، وكان في كل لحظة يسقط عدد من الناس، وتنقلهم سيارات الإسعاف إلى المستشفى وهم غارقون بدمائهم، واستمرت المواجهات حتى منتصف الليل.

أعلنت إذاعة كولن الألمانية أن عدد الشهداء بلغ 30 شخصاً و200 شخصاً جرحوا، أما إذاعة لندون صرحت في يوم الثامن من بهمن بأنها المواجهات الأكثر عنفاً بين المتظاهرين وقوات الجيش، كما أعلنت هذه الإذاعة بان عدد الشهداء هم 30 شخصاً و400 شخصاً جرح في المواجهات، أما إذاعة موسكو أعلنت بان سبب اندلاع المظاهرات هو الحؤول دون رجوع الإمام الخميني رحمه الله، كانت جامعة طهران مكتظة بحشود الناس، وكان الناس قد اجتمعوا أمام مسجد الجامعة، وكان علماء الدين يلقون الخطابات لهم، وكان شعار الناس كلهم هو: يا قادة يا قادة أعطونا السلاح.

في هذا الأثناء دخول عدد من الشباب بأيادي ملطخة بالدماء ساحة الجامعة، وهتفوا بكل حماس، وكانت اللحظة الأكثر إثارة هي عندما كان يحمل شاب كبد احد الشهداء الذي خرج من جسده نتيجة إصابة الرصاص، بيده ويهتف بكل قوة: هذه هي وثيقة جريمة بختيار. في هذه اللحظات حضر الأستاذ مطهري أمام الحشود وألقى خطابة دعا الناس فيها إلى ضبط النفس والهدوء، ثم طالبهم بغية إظهار معارضتهم مع حكومة بختيار، إقامة مظاهرات رمزية في إحدى شوارع الجامعة، كان الأستاذ مطهري وعدد من علماء الدين يتقدمون الناس و كان الناس يسيرون خلفهم في شوارع الجامعة ثم عادوا إلى المسجد ثانية.

عندما اصدر الجنرال الأمريكي أوامر بارتكاب المجازر بحق الشعب الإيراني/ تقرير لوسائل الإعلام الأجنبية عن المظاهرات الأكثر عنفاً في طهران

عندما كان الشعب الإيراني يلقي حتفه نتيجة إطلاق النيران على يد العسكر التابع لنظام الشاه، وكان آلاف الناس يبكون على فراق أحبتهم، كان الجنرال هايزر ينشد أنشودة النصر، وكان يشعر في تلك الأيام بالفرح والانتصار، ذلك أن أوامره القاضية بفرض الحكم العرفي، تطبق على ارض الواقع، وكان يرى بأم أعينه بان الجيش كانوا مستعدون بان يطلقوا النار نحو إخوتهم الإيرانيين والمسلمين.

مع هذا فان حادثة الثامن من بهمن الدموية، كانت بمثابة نهاية لمزاعم بختيار وحكومته الاشتراكية الديمقراطية، انه عرف بأنه لم يعد قادراً على منع عودة الإمام الخميني رحمه الله ولهذا أمر ليلاً بفتح مطارات البلاد، ومن جهة أخرى أصبحت تلك المظاهرات الدموية أساساً لنهضة وحركة جديدة في كل أنحاء إيران، ووفقاً لتقرير رئيس المقر المشترك للجيش فان مواجهات الثامن من بهمن أدت إلى زيادة وتيرة المظاهرات والمواجهات في مختلف أنحاء المدن.

ونشرت صحيفة كيهان تقريراً جاء فيه: إن الناس وبعد حادثة إطلاق الناس ومقتل عدد كبير من الشباب وبعدما جرح عشرات الناس غضبوا بشدة وقاموا في شارع آيزنهاور (آزادي) و شاهرضا (انقلاب) و سي متري (كاركر) و بابا بيان و جاله و شهباز و المناطق الجنوبية من المدينة بإضرام الناس في إطارات السيارات وبالرغم من العراقيل قاموا بالمظاهرات وهاجموا شابور بختيار بشعارات حادة، في هذا اليوم تعرض اللواء تقي لطيفي و هو من قادة قوات الدرك إلى هجوم وضربوا بشدة وجرح على إثرها، وبأمر من علماء الدين المعتصمين تم نقله إلى المستشفى.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق