رمز الخبر: 102
إن المرأة الإيرانية شهدت من خلال فترتين وتاريخين، تطورين أساسيين: أول تغيير شهده مصير المرأة الإيراني تجلى في ظهور الإسلام، والثاني تبلور في ظهور الثورة الإسلامية، وبفضل الفترتين، اجتازت مرحلة العبودية والرق وبلغت مرحلة العزة والعلو، وتمر الآن في فترة الازدهار والنمو. من دون شك إن الثورة الإسلامية أحدثت تطوراً أساسياً في حياة المرأة الإيرانية، وطوّرت مكانتها الحقيقية، ووسعت من نطاق مشاركتها، إذ لم تشهد هذا الدور في التاريخ من ذي قبل. ملخص القول، إن الثورة الإسلامية هي التي قدّمت هوية المرأة الإيرانية الأصيلة إلى العالم.
2021 February 08 - 13:40 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية. لمشاركة المرأة اجتماعياً في إيران تاريخ عريق، فأولى المساعي الاجتماعية للمرأة الإيرانية سواء قبل الحداثة أو بعدها، تعرض إلى مشاكل جادة، مع أن الثورة المشروطة، شهدت تواجد المرأة في الساحة، غير أن الأمور لم تتغير فيما يتعلق بحقوق المرأة مقارنة بالماضي، ولم يول دستور المشروطة أي اهتمام بحقوق المرأة، هذا الأمر أثار ردة فعل المرأة، في الواقع أن مشاركة المرأة في الساحة بعد الثورة الدستورية، كان تابعاً للزوج أو الأب، وبعبارة أخرى كانت مشاركتها مشاركة هامشية.

منذ تلك الفترة ظهرت المرأة في الساحة ومن خلال المؤسسات وذلك تحت عناوين مختلفة، منها الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة، غير انه من دون شك أن عامة النساء لم يشاركن في هذه الجمعيات، وليس واضحاً بان هل كانت مطالبات المرأة تتحقق في تلك الجمعيات أم لا، غير انه لما كانت أهداف تلك الجمعيات مستمدة من الخطاب العربي والعلمانية والحداثة الغربية، رفضت أغلبية النساء المشاركة في تلك الجمعيات، ذلك أنها كانت تقف في المقابل من أهدافها.

بعدها وفي فترة رضا خان، تحولت حقوق المرأة وفقاً للحداثة وتجلت في إطار المشاركة الظاهرية في المجتمع، وفي نهاية عهد البهلوي تحولت إلى آلية لإضفاء الطابع الحداثي على المجتمع المقهور أساساً. كانت مشاركة المرأة في مجالس التقنين، لا تتجاوز كونها رمزية، وتفتقد إلى مكونات التطور الجذري الاجتماعي، ولما كان النظام يسير على درب تحقيق الحداثة، التي لم تكن إلا تقليداً أعمى من الغرب، فتركزت ممارساته على محورين: إثارة الشبهات والشكوك بالقيم التقليدية والإسلامية للمجتمع، وجعل المجتمع الإيراني شبيهاً بالغرب؛ فكانت للمرأة في هذه الخطط الرامية لتحديث المجتمع الإيراني، مكانة بارزة، لكنها لا تتجاوز المشاركة الشكلية.

بعد تولي رضا خان السلطة في إيران زادت أنشطة المرأة، وذلك في إطار المقاربات والأفكار الغربية للمرأة، وأبرز ما قام به في هذا المجال هو كشف الحجاب. إذ أثار موجة من الاحتجاجات، بعبارة أخرى يمكن القول أن ظاهرة كشف الحجاب أحدثت فجوة في حركة النساء، ذلك أن كل النساء المثقفات والرجال المناصرين لحق المرأة، كانوا يوافقون على إصلاح قانون الزواج والطلاق وحق تلقي التعليم، والحقوق السياسية، لكن كشف الحجاب لم يكن بتلك القضية التي تحصل على إجماع الجميع.

منذ عام 1338 وبعد خطاب الشاه في اجتماع مجلس الوزراء، أصبحت قضية منح المرأة حقوقها على يد النظام البهلوي موضوعاً ساخناً ومادة دسمة للمجلات والصحف والبرلمان والإذاعة والتلفزيون. روجت وسائل الإعلام أن الشاه أيد بجرأة ولوحده إعطاء المرأة حق التصويت وبذلك وقف بوجه من يعارض هذه الأفكار. أخيراً، وبعد سلسلة من الشكليات وظهور حركات مصطنعة ومدعومة من جهات خاصة، وفي آخر مبادراتها، في الرابع من بهمن 1341، أعلنت المنظمات النسائية عن إضراب عام ليوم واحد. هذا الإضراب حظي بدعم كامل من الحكومة، وشارك فيه موظفو الحكومة فقط. بعد يومين من الإضراب، وفي السادس من بهمن، تم إجراء استفتاء لكسب التأييد الشعبي لمرسوم الشاه المكون من ست نقاط والمعروف بالثورة البيضاء. وقد شاركت النساء في هذا الاستفتاء. وذكرت المصادر الحكومية الرسمية أن الشعب الإيراني، بما في ذلك النساء، أبدى دعمه الثابت للثورة البيضاء وقرار الشاه. شاركت النساء في انتخابات المجلس الوطني الحادي والعشرين لأول مرة في 26 من شهريور عام 1342، ودخلت عدد من المرشحات البرلمان.

إن مكانة المرأة ورغم أنها كانت إيجابية في بعض الفترات، لكنها قد عاشت فترتين وتطورين، الأول بعد ظهور الإسلام والثاني بعد انتصار الثورة الإسلامي، أي في العقود الأخيرة، حدثت تغييرات في مصير المرأة الإيرانية، قد اجتازت المرأة الإيرانية مرحلة العبودية وبلغت مرحلة العزة والعلى، وأنها تعيش فترة الازدهار والتطور.

مما لا جدل فيه أن الثورة الإسلامية أحدثت تغييراً جذرياً وعميقاً في وضع المرأة في المجتمع الإيراني، ورفعت من مكانتها الحقيقية ووسعت نطاق مشاركتها. دور لم يكن بهذه الجرأة والوضوح في أي فترة من التاريخ. في النظام البهلوي، وعلى الرغم من أن النساء قد تم منحهن في الظاهر مجموعة من الحريات وحتى المشاركة الاجتماعية، لكن بسبب التقليد الأعمى للغرب وهيمنة وجهات النظر الفاسدة والمصطنعة للغرب، ظل كل شيء على ما هو عليه أي في إطار الاستغلال الظاهري لها. لذلك، باستثناء طهران، في معظم مدن ومحافظات البلاد، لم يحدث أي تغيير أو تقدم في هذا الصدد، لكن بعد انتصار الثورة الإسلامية ومنح المرأة هويتها الحقيقية، وتعريف مكانتها كونها امرأة وأم وزوجة في الأسرة وفي مختلف طبقات النظام الاجتماعي، استطاعت الوصول إلى بر الهدوء والأمان والدخول في ساحة المجتمع.

بلغت مشاركة المرأة على مستوى جامعات البلاد بعد انتصار الثورة درجة، أصبح عدد الناجحات في اختبار دخول الجامعة يفوق عدد الرجال في أكثر الفروع، وطيلة السنوات الماضية، شهدنا تواجد المرأة على مستوى الوزير ومساعد الرئيس في مجلس وزراء الجمهورية الإسلامية وهذا الأمر يدل على المستوى الرفيع للمشاركة الاجتماعية للمرأة.

بعد الثورة، طرأت تغييرات جوهرية في قانون الحقوق الحقيقية للمرأة، والتي بدأت تؤتي ثمارها تدريجياً مع ترسيخ مكانة الثورة الإسلامية، إذ تمكنت المرأة من بلوغ مستويات راقية وآفاق نيرة، في بعض المجالات الفنية والتخصصية. في السنوات الأخيرة، أتيحت الفرصة للنساء، حتى في المحافظات والمدن النائية في إيران، للمشاركة الاجتماعية وتطوير مواهبهن ومهاراتهن. كانت الثورة الإسلامية هي التي جعلت الهوية الأصيلة للمرأة الإيرانية تظهر أمام العالم، وأزيلت فكرة كانت تقول بان المرأة الإيرانية لا تخرج من البيت ولا فرصة أمامها لمواصلة الدراسة أو المشاركة في الساحة.

قضت المشاركة النشطة للمرأة الإيرانية في مختلف الساحات على الأفكار الرجعية، وأظهرت بان الإسلام وخاصة الفقه الشيعي هو أفضل مدافع عن حقوق المرأة، لهذا يجب القول بان مشاركة المرأة في الاجتماع بحاجة إلى استيعاب جديد للواقع، غني عن القول بأنه وبالرغم من توفير المجال للتطور الاجتماعي لكننا لم نصل إلى المطلوب ويتطلب هذا الأمر تمهيد الأرضية للجميع لتحقيق التطور والتنمية.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق