رمز الخبر: 109
تعرّف حجة الإسلام و المسلمين مطهري يزدي في شهر آذر عام 1356 عندما تم نفي سماحة آية الله سيد علي الخامنئي، إلى مدينة إيران شهر، و يقول عن ذلك اللقاء: في تلك الفترة تم نفي سماحة آية الله الخامنئي إلى مدينة جابهار و إيران شهر، و تعرفت مع سماحته، في تلك الفترة كان السيد راشد يزدي و حجتي كرماني منفيين إلى هناك...
2021 March 07 - 09:19 : تأريخ النشر

مركز وثائق الثورة الإسلامية، ارتحل إلى الملكوت الأعلى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين مطهري فرد الشهير بمطهري يزدي و هو من أصحاب الإمام و السابقون في الثورة، هذا العالم الثوري كان من الأوائل الذين وقفوا بوجه نظام الطاغوت و بعد الثورة الإسلامية قدم خدماته في مختلف المجالات ، ففضلاً عن دوره في لجان الثورة الإسلامية، قدم الكثير في المسجد و خاصة للشباب و الجيل الشاب.

وقد قام سماحة حجة الإسلام والمسلمين مطهري يزدي في حياته بكتابة ذكرياته في مركز وثائق الثورة الإسلامية وتم نشرها في إطار كتاب حمل عنوان «پاسداشت خدمت و دیانت» (تبجيل الخدمة والديانة) بعام 1398 من المؤسسة الثقافية والفنية لمركز وثائق الثورة الإسلامية، ويتضمن هذا الكتاب الكثير من التصريحات والذكريات التي رويت لأول مرة، نعزي الجميع لوفاته، ونتطرق إلى جانب من سيرة حياته و ذكرياته.

سيرة حياة حجة الإسلام والمسلمين مطهري يزدي

وُلد سماجته في شهر فروردين عام 1323 في إحدى قرى مهريز في يزد وينتمي إلى أسرة شريفة ومن السادات الحسينية، ومنذ بداية حياته وبعدما اجتاز المراحل الدراسية في المكتب خانه وتلقي دروس القرآن والتربية الإسلامية، تلمذ في حوزة يزد العلمية على يد كبار مثل الشيخ غلام حسين يزدي الشهير بفقيه خراساني وآية الله الشهيد صدوقي، وحجة الإسلام مناقب، وعدد من كبار الشخصيات. ثم توجه إلى قم وتلمذ على يد الإمام الخميني قدس سره، كما ان المشاركة في صفوف الإمام قدس سره ادخلته ساحة العلم والنضال، إذ يعد تلك الأيام والصداقة مع الطلاب والأفاضل ومنهم سيد مصطفى الخميني بأفضل لحظات حياته.

اختار في فترة تواجده في قم بيتاً له إلى جانب بيت الإمام قدس سره، و قام بواجباته في نشر الدعوة ونشر أفكار الإمام وإيصالها إلى مختلف دول المنطقة مثل لبنان والعراق والكويت وباكستان والهند، وتم اعتقاله لعدة مرات كما عاش لثلاث سنوات في مدينة النجف الأشرف. وبعد الثورة وبحكم من الإمام الخميني قدس سره تولى مسئولية اللجان الشعبية والثورية لمنطقة لواسانات للاهتمام بشؤون الناس والمؤسسات الإدارية والعسكرية، وهكذا تواجد في قسم ممثلية الولي الفقيه في الجيش ومن ثم في الحرس الثوري وقوات التعبئة للمستضعفين.

ذكريات سماحة حجة الإسلام والمسلمين مطهري يزدي

أسلوب نضال آية الله بروجردي

يقول سماحته حول أسلوب نضال آية الله العظمى بروجردي السياسي: قبل بداية نهضة الإمام الخميني قدس سره، وفي فترة حياة آية الله العظمى بروجردي كان الحديث يدور حول مقارعة الاستكبار لكن ليس بشكل علني، على سبيل المثال كانت حركة فدائيان إسلام بزعامة نواب صفوي كانت تحارب الشاه بشدة، كان الجميع يتوقع من الراحل بروجردي الذي كان يتولى الزعامة العامة، ان يؤيد فدائيان إسلام، لكنه لم ير هناك مصلحة في القيام بهذا العمل، لهذا كان يعتقد بأنه يجب تقوية الإسلام وعدم القضاء على الحركات والنهضة الإسلامية وهي في بداية مراحل تكوينها. هذا تفسيري لأسلوب آية الله بروجردي ذلك انه كان شخصية عظمية. بعد رحيله بعام 1341 كان الجميع يتوقع من الإمام قدس سره، الذي تلمذ على يد الشهيد مدرس وآية الله شاه آبادي والشيخ عبد الكريم الحائري وآية الله ملكي تبريزي، ان يؤسس حركة تستحقها الحوزة وعلماء الدين.

اللقاء بالإمام قدس سره في النجف الأشرف

بعد نفي سماحة الإمام إلى تركيا ومن ثم العراق، توجه حجة الإسلام والمسلمين مطهري يزدي إلى النجف الأشرف واستمر هناك في مواصلة الدرس والنضال، يقول سماحته عن هذا الأمر: توجهت إلى النجف والعراق و بصعوبة قمت باجتياز الحدود، وعرفت في أول يوم تواجدي هناك بأنهم قد فرضوا الحكم العرفي على المدينة، لكنني وصلت إلى حرم الإمام علي عليه السلام المطهر، ثم إلى مدرسة آية الله بروجردي العلمية، وبعد الزيارة توجهت إلى زيارة سماحة الإمام قدس سره، عندما دخلت المدينة كان الإمام يدرس درس الحكومة الإسلامية وولاية الفقيه، وكنت اذهب كل يوم إلى بيت الإمام قدس سره لإقامة صلاة الظهر والعصر.

التبليغ في لبنان باستضافة الإمام موسى الصدر

سافر حجة الإسلام مطهري يزدي في فترة النهضة الإسلامية إلى سوريا لعدة مرات، كما يحمل ذكريات عن تلك الزيارات التي كان يقوم بها بهدف التبليغ: في تلك السنوات التي كنت في النجف الأشرف قمت بزيارة سوريا وزيارة حرم السيدة زينب الكبرى سلام الله عليها، وبسبب قلة المال كنا نسافر بالباص ونقيم في الغرف المتواجدة داخل الحرم، في تلك الزيارات توجهت إلى لبنان، وقاموا بتفتيشنا في الحدود السورية اللبنانية ذلك لتدهور علاقة إيران و لبنان في تلك الفترة، وعندما دخلت لبنان التقيت بالإمام موسى الصدر في الحوزة العلمية الخاصة به، وسألني هل أتيت للسياحة أم تريد التبليغ،قلت لو كان المجال للتبليغ لكنت أقوم بالتبليغ، ثم توجهت إلى قريتين كان أهلها من الشيعة، فرحبوا بنا، فبدأت الحديث بالعربية الفصحى، فكنت أبيت كل ليلة في بيت جديد وهكذا بقيت لعدة أشهر هناك.

رواية عن أنشطة سماحة آية الله خامنئي في المنفى، الاجتماعية والسياسية

عاد حجة الإسلام مطهري يزدي إلى إيران عام 1349 ومنذ ذلك الحين ازدهرت أنشطته التبليغية مرة أخرى في أجزاء مختلفة من البلاد. سافر إلى سيستان وبلوشستان بسبب علاقته ببيت آية الله كفعمي. في شهر آذر من عام 1356، تعرف على سماحة القائد آية الله السيد علي خامنئي أثناء نفيه إلى مدينة إيران شهر. يروي حجة الإسلام مطهري يزدي ذكرى هذا الاجتماع على النحو التالي: في هذه الفترة ، عرفنا آية الله خامنئي الذي نفي إلى جابهار وإيران شهر ، وذهبنا لزيارته. كان السيد راشد يزدي والسيد حجتي كرماني في المنفى هناك في ذلك الوقت.

كان آية الله خامنئي نشطا جدا في تلك المنطقة. على سبيل المثال ، جمعوا الأموال لضحايا الفيضانات والمجاعة ، وكتبوا رسائل إلى آية الله صدوقي في يزد وآية الله بهاء الدين محلاتي في شيراز ، طالبين المساعدة للفقراء في المنطقة.

في بعض الأحيان كان يرتدي الملابس البلوشية ويجلس في سيارة تويوتا ويذهب إلى القرى. كما عمل إلى جانب آية الله كفعمي في قضية وحدة الشيعة والسنة. بعد الثورة ، تعرفت عليه رسميا في القضايا المرتبطة بالجيش ، وتعاونت مع سماحة آية الله خامنئي في الجبهة وفي الأنشطة الأخرى بعد الحرب المفروضة.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق