رمز الخبر: 125
ان الأهمية المحورية لشهر رمضان المبارك في نهضة الإمام الخميني قدس سره وتوسيع نطاق النضال في هذا الشهر الفضيل، جعل النظام البهلوي يبحث عن طرق لاحتواء أنشطة الثوار في هذا الشهر، منذ بداية ظهور النهضة. يفيد تقرير ورد من أركان الجيش بعام 1342 بأنه ألزموا الوعاظ بان لا يتحدثوا عن القضايا المثارة للرأي العام، ولا يشنوا هجوما على الحكومة، ولا يدخلوا في الحديث عن القضايا السياسية، هذه الوثائق تبين بان الثوار والوعاظ تجاهلوا هذه الشروط واستمروا في نضالهم، وفقا للوثائق ان مساعي النظام للسيطرة على النضال في هذا الشهر استمرت حتى شهر رمضان عام 57 إذ اخذ السافاك الحيطة في هذا المجال بعدما تنبأ بما يقومون به، واعد مشاريع وخطط لاحتواء الأزمة، وجعل مجلس تنسيق المحافظات المكون من المحافظ ورؤساء المنظمات الأمنية والشرطة ورئيس العدلية والمدير العام للأوقاف، مسئولا لدراسة القضايا وتطبيق المشاريع والخطط.
2021 April 17 - 13:01 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ بعد ظهور نهضة الإمام الخميني قدس سره، استفاد الشعب وعلماء الدين من كل الفرص المتاحة لديهم في أنشطتهم النضالية، وكان شهر رمضان المبارك من ضمن تلك المناسبات التي وسع الثوار بالاستفادة من إمكانيات هذا الشهر من دائرة نضالهم، وعلى هذا زاد شعور النظام البهلوي بالخطر في هذا الشهر بشكل كبير، وحاولت العناصر الأمنية التابعة للشاه ومن خلال وضع القوانين التي تحد من الأنشطة والتهديد والاعتقال وإيداع الوعاظ وعلماء الدين السجن، السيطرة على أنشطة الثوار في هذا الشعر الفضيل.

بعد ما فضح الإمام الخميني قدس سره ممارسات النظام البهلوي في قضية اللوائح والاستفتاء العام، بعام 1341، قام في المدن الوعاظ وعلماء الدين بقراءة بيانات الإمام الخميني قدس سره في المساجد والأوساط الدينية للشعب، وفي طهران مُنع حجة الإسلام محمد تقي فلسفي في غداة إجراء الاستفتاء الذي صادف أول أيام شهر رمضان، من اعتلاء المنبر في مسجد سيد عزيز الله، وتم اعتقال الكثير من أئمة الجماعات والوعاظ. فضلا عن هذا وقبل شهر رمضان في ذلك العام، أصدر رئيس الوزراء أوامر صارمة وشديدة للسيطرة على أنشطة الوعاظ وعلماء الدين من خلال تعميم للمحافظات والمدن، وأمر فيه بأنه إذا ما شاهدوا اقل حالات تثير الغضب، عليهم القيام باعتقال من يقف وراء هذه الأعمال وإرسالهم إلى طهران، وعليهم ان يذكروا الوعاظ بأنه عليهم نشر القضايا الدينية في هذا الشهر لا غير.

نظرا إلى خطورة الوضع في مدينة قم في اليوم الرابع من شهر رمضان عام 41 أمر اللواء باكروان رئيس السافاك آنذاك بنفسه، مركز السافاك قسم قم بان يشرف على ممارسات كل الوعاظ وعلماء الدين، ويلاحق كل من يوجه إهانة أو تهمة للشاه أو يحرض الشعب ضد امن البلاد ومصالحها.

بدا شهر رمضان عام 42 بينما كان الشعب الإيراني قد اجتاز عاما مليئا بالمنعرجات بعد أحداث الفيضية الدموية حتى اعتقال الإمام الخميني قدس سره ونهضة 15 خرداد، على هذا حاول السافاك وخوفا من أنشطة الثوار في هذا الشهر المبارك ان يدخل الساحة بكل ما لديه من قوة للسيطرة على الأنشطة التي تقام في شهر رمضان.

في هذا المجال ورد تقرير من أركان الجيش في عام 42 يفيد بأنه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وإقامة مراسم العزاء في المساجد، بدأت أنشطة علماء الدين وتحريضهم ضد الحكومة، وفقا لهذه الوثيقة ألزموا الوعاظ بان لا يتحدثوا عن القضايا المثارة للرأي العام، ولا يشنوا هجوما على الحكومة، ولا يدخلوا في القضايا السياسية.

تبين تقارير السافاك بان الثوار والوعاظ تجاهلوا هذه الشروط واستمروا بنضالهم وعلى سبيل المثال ورد في تقرير لأركان الجيش بأنه بالرغم من إلزام الوعاظ بأنه اذا لا يجب ان يوجهوا في كلامهم وبالكناية نقدا للأساليب التي اتخذتها الحكومة تجاه علماء الدين، ومع ان المساجد لم تشهد إقبالا بسبب برودة الجو أو بعض العراقيل التي كانت تضعها الحكومة، لكن كان من المتوقع بأنه في ليالي القدر وذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام، ان تزداد أنشطة علماء الدين ومساعيهم للبرهنة على أحقيتهم ومظلوميتهم في الاجتماعات، و يظهر هذا الأمر في تمهيد الأرضية وتشجيع الناس على يد بعض أتباع علماء الدين للمشاركة في الأنشطة والحضور في المساجد في تلك الأيام.

على هذا اصدر السافاك أوامره في مختلف المدن للأجهزة الأمنية كي يكونوا على أهبة الاستعداد حتى إذا ما شهدوا أي أعمال تحريضية عليهم القيام بإلقاء القبض عليهم، على سبيل المثال ورد في إحدى الوثائق التي تدل على صدور أمر الاستعداد التام للأجهزة الأمنية في النظام البهلوي في أصفهان بانه" سماحة رئيس الوزراء وفي تعميم في عام 42 لمحافظ أصفهان أمر بأنه قد يقوم بعضهم في ليالي القدر بنشر أفكار وإطلاق كلام يؤدي إلى إثارة الغضب وإذا ما أثارت أعمال الوعاظ أو بعضهم الشكوك على الشرطة إلقاء القبض عليهم بسرعة وإرسالهم إلى طهران". ان السافاك التي عجز عن التعامل مع أنشطة الثوار في شهر رمضان عام 42 جعل إلقاء القبض وإيداع علماء الدين في السجون على رأس جدول أعماله.

في عام 43 وبعد نفي الإمام الخميني قدس سره وما قام به علماء الدين في فضح النظام في شهر رمضان، أرسل موظف السافاك تقريرا في عام 1343 ورد فيه: أؤكد إليكم بأنه زادت وتيرة الاعتقالات منذ نفي آية الله الخميني حتى الآن وخاصة في أيام شهر رمضان، وقد شملت كبار الوعاظ ومن هم في مراتب اقل، نتيجة تحريضهم ضد النظام في المنابر، هناك بعض منهم من لديه سوابق في النشاط، وهناك بعضهم من لم يعتبر من السجن وبالرغم من الالتزام الذي يوقعون عليه، يعيدون نشاطهم فنقوم بإلقاء القبض عليهم للمرة الثانية والثالثة.

ان النظام وبغية السيطرة على أنشطة الوعاظ وعلماء الدين في المساجد في عام 44 اتخذ إجراءات صارمة ومتشددة، إذ ألقى القبض في نفس العام على 122 عالم دين وواعظ ومنعهم من اعتلاء المنابر.

في عام 45 أبلغت الدائرة العامة الثالثة لسافاك تطبيق خطة خاصة بالأحزاب والمجموعات الدينية المتطرفة إلى دوائر السافاك في أنحاء البلاد. ووفقا له كان على مراكز السافاك ان تقوم بمعرفة الجماعات والتيارات الدينية واخذ الالتزامات منهم ثانية.

ان موظف السافاك وفي عام 45 ونظرا إلى أنشطة آية الله محمد رضا سعيدي التي فضح ممارسات النظام يقول: نظرا إلى حلول شهر رمضان المبارك ونظرا إلى ان استمرار هذه الأعمال لا يصب في المصلحة العامة، أرجو منكم ان تصدروا أوامر بان يتم منع مثل هذه الإجراءات المحرضة وإخبار المركز بالنتيجة.

يظهر من الوثيقة أعلاه بأنه نظرا إلى حلول شهر رمضان المبارك وإقبال الناس على المنابر والمساجد، كان النظام يخاف من استمرار أنشطة علماء الدين الثوار، ولهذا أمر بأنه يتم منع الكثير من علماء الدين من اعتلاء المنابر ومنهم آية الله سعيدي في شهر رمضان أو يتم وضع العقبات في هذا المجال.

استمرت أنشطة الثوار ومساعي السافاك الفاشلة حتى عام 1357 إذ وفي شهر رمضان من هذا العام وبعدما قام السافاك بدراسة تحليلية لشهر رمضان والإمكانيات التي تتوفر بيد الثوار في هذا المجال، اخذ السافاك الحيطة في هذا المجال بعدما تنبأ بما سيقومون به، واعد مشاريع وخطط لاحتواء الأزمة، وجعل مجلس تنسيق المحافظات المكون من المحافظ ورؤساء المنظمات الأمنية والشرطة ورئيس العدلية والمدير العام للأوقاف، مسئولا لدراسة القضايا وتطبيق المشاريع والخطط.

ان السافاك وفي هذه الخطة عرف بان في طهران يوجد 600 مسجدا وإذا ما أضاف إليها التكايا وبيوت الناس فالعدد يصبح ألف اجتماعا، وفي المدن والقرى يبلغ العدد عشرة آلاف اجتماع، يشارك الناس في المجالس في الظهر وليالي شهر رمضان، ويحاول علماء الدين بان يقوموا بالأنشطة المثيرة للفوضى، والاستفادة من الأجواء من خلال تحريض المتطرفين المذهبيين والناس، ويحاولون إيصال أنشطتهم إلى ذروتها في أيام 19 و21 و23 من شهر رمضان، كما تنبأ السافاك بأنه يتم تقدير أنشطة الإمام الخميني قدس سره في هذه الاجتماعات وأحداث الفوضى والقيام بمظاهرات، لهذا شدد بانه على الأنظمة الأمنية والشرطة ان توجه إنذار لائمة الجماعات والوعاظ ومؤسسي المساجد وتهددهم، وتحصل على المعلومات الخاصة بالثوار منهم، وترسل عناصرها إلى داخل الاجتماعات، وتفرض الرقابة على الثوار، وتسيطر على المظاهرات، وتعرف علماء الدين التابعين لها إلى الأوقاف، وتقوم بمشاركة مسئولي الأوقاف في المراسم، وعلى الإذاعة والتلفاز ان تقدم وجها دينيا للنظام، وتبث محاضرات دينية ومقابلات دينية، وتعد الأخبار من المراسم الدينية وتبث أفلام يشارك المسئولون في المراسم الدينية.

فضلا عن هذا ووفقا لأمر وقع عليه برويز ثابتي عام 1357 منح السافاك مهمة مواجهة أنشطة الثوار في ليالي القدر، وورد في التقرير بأنه وفقا للمعلومات التي وصلتنا ان علماء الدين والوعاظ من أنصار الإمام الخميني يقومون بتحريض الناس في ليالي القدر، وليس من المستعبد بان تستغل العناصر المتطرفة والمخلة بالأمن هذه الفرصة ويقومون بأعمال تخريبية، فيجب اخذ كل الجوانب بعين الاعتبار وإرسال التقارير حول هذه الأحداث فور وقوعها وباستمرار.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق