روايات حول مشاكل الصائمين في القواعد العسكرية في النظام البهلوي
موقع مركز وثائق الثورة، ان الالتزام بالتقاليد الإسلامية و خاصة أعمال شهر رمضان المبارك تحمل أهمية قصوى للجيل الشاب و المؤمن في البلاد. لكنه في فترة النظام البهلوي كان عدم الاهتمام بهذا الأمر ، قد أدى إلى جرح مشاعر المتدينين.
ان الحاج احمد قديريان و هو من المناضلين الشهيرين في النهضة الإسلامية يقول عند الحديث عن وضع القواعد العسكرية في شهر رمضان المبارك في عصر البلهوي: في القواعد العسكرية في النظام البهلوي لم يكن مكانة للصلاة و الصوم و العبادة أبدا، و ان المتدينين كان عليهم إقامة الصلاة بأخذ عدة ملاحظات بعين الاعتبار، و كذلك إذا ما أرادوا الصيام. كان اقل من عشرة بالمائة من العسكر يقيمون الصلاة، و لم يصوم احد منهم، ففي شهر رمضان المبارك كانوا يقدموا الغداء في الكلية، و لم يكن أي خبر عن طعام الإفطار أو السحور للجنود الذين كانوا يقضون كل وقتهم في القاعدة العسكرية، أنا و عدد من الرفاق المتدينين كنا نستلم الغداء و نحتفظ به للإفطار، و كنا نحتفظ بطعام العشاء للسحور.
هذا و لم يكن هناك أي نوع أواني لتسخين الطعام عند تناول الفطور أو السحور إضافة إلى هذا فان الطعام غير الصحي في القاعدة العسكرية و بقاءه باردا، كان يزيد من المشاكل، في الحقيقة فان الظروف كانت تصبح صعبة للصائمين، لكن معتقدات الشباب الدينية كانت راسخة بحيث لا يمكن لهذه العراقيل الصغيرة ان تحدث أي خلل في إرادتهم في أداء واجباتهم الدينية.
ان الشعور بالفرح و الرضاء الناجمين عن الصوم، لا يمكن وصفه اليوم، في تلك الظروف لو لم يصوننا الله تعالى لكانت عقائدنا تنحرف في كلية الضباط ، فكان اغلب الضباط منحرفين عن الطريق الصحيح، و منهم ضابط و كان قائد اللواء شهيرا بأنه يتناول الكثير من المسكرات و يسكر طويلا، و كان يحاول كثيرا ان يؤثر على عقائدنا الدينية، غير انه فشل، فلم يترك أي تأثير علينا، هذا الأمر كان لان الله تعالى قد أوكل مهمة ترسيخ خططنا الدينية على عاتق الشهيد الحاج صادق أماني.
توجيه الشباب بالاستفادة من فرصة شهر رمضان المبارك
كما يضيف الحاج احمد قديريان: في النظام البهلوي كان الجنود الذين يعملون في مكتب القيادة، و كانوا يقومون بالكثير من القضايا الشخصية لقادة القاعدة العسكرية و الضباط الآخرين مثل شراء الوسائل لبيوتهم و الأعمال الأخرى، و كنا نطلق عليهم عملاء. و هذا ما جعلني أرى فسقهم وفجورهم بأم عيني و أشاهده، كان عدد منهم نزيهين و يتمتعون بشخصية سليمة، و ان كانوا لا يهتمون بالقضايا الدينية و العبادات، لكنه كان من الواضح بأنهم يحترمون المتدينين و يحبوننا، بعضهم كانوا يصومون في شهر رمضان المبارك و يقيمون الصلاة، و كانت هذه القصية تمثل لنا فرصة لإجراء المناقشات معهم و تغيير أفكارهم الدينية، و هذه الخطة التي تبنيناها تركت تأثيرات جيدة.
صعوبات الصوم في سجون النظام البهلوي
فضلا عن هذا فان السجون لم تكن بمستثنى عن ما سلف ذكره، و كان السجناء السياسيون و جلهم من المتدينون، قد اتخذوا طرقا للخروج من تلك الظروف، يقول علي محمد بشارتي من الثوار الذين كانوا في خضم النضال ضد النظام البهلوي و عاش في سجون النظام: في السجن كانوا يركزون علينا كي لا نصوم ، فكانت هناك الكثير من العراقيل للصوم. لم يكن شهر رمضان المبارك لسافاك و السجان شهر الصوم و العبادة. فلا طعام في الإفطار و لا في السحور للسجناء. كانوا يوزعون طعام العشاء في الساعة الخامسة حتى الخامسة و النصف و كان عبارة عن مرق لحم و نحن كنا نصوم و كان علينا الاحتفاظ به لموعد الإفطار، أي بعد ثلاث ساعات أو ثلاث ساعات و نصف، بعدها، كان علينا تناوله، لهذا كان يفقد طعمه، و لم تبق في نفوسنا رغبة لتناوله.
في تلك الفترة كان شهر رمضان يصادف شهور الصيف، و لم يكن هناك أي جهاز لتكييف الجو و لم يكن هناك ثلج، ذلك انه لا يحق لنا الخروج عند موعد الإفطار ، و عند تقسيم الطعام كنا نجمع الأطعمة في آونة واحدة و كنا نفرع الكؤوس و نملأها بالماء حتى نشربه عند الإفطار، و لم يحق لأي شخص الاستيقاظ عند السحور، ثم أضافوا مادة تفيد بان الأشخاص الذين يبلغون من العمر خمسين عاما أو أكثر، يمكنهم ان يستيقظوا مبكرا، هذا و كنا نشاهد ثلاثة بالمائة فقط من السجناء تزيد أعمارهم على الخمسين عاما، على كل حال كنا نقيم الصلاة في الصباح في ظل العديد من المشاكل، و كان موعد السحور يحمل الكثير من المشاكل، و بدلا من تناول الطعام في السحور كنا نكتفي بالخبز المتبقي من العشاء، و كنا نتناوله في نهاية الليل، و نكتفي بهذا القدر من الطعام.