الأعمال الجهادية للشهيد نواب الصفوي في شهر رمضان المبارك
موقع وثائق الثورة الإسلامية، ان الشهيد السيد مجتبى نواب صفوي يعد من الشخصيات المهمة في النضال في التاريخ المعاصر، إذ فضلا عن تبني الأفكار والتوجهات النضالية، كان يحمل أفكار سياسية و اجتماعية مهمة، و كان يحذر الحكام دائما، و يقدم لهم الحلول. ان محاولة اغتيال محمد رضا بهلوي الفاشلة على يد حركة فدائيان إسلام أدى إلى ملاحقتهم على يد الحكومة، و في نهاية المطاف أدى إلى اختفاء قائد حركة فدائيان. في هذه الفترة ذهب نواب بتوجيه و إرشاد من آية الله طالقاني إلى منطقة طالقان (قرية وركش) و قام بإنجاز أعمال اجتماعية و عامة. في هذا المجال ورد في كتاب ذكريات نيرة السادات احتشام رضوي، و هي زوجة الشهيد نواب صفوي الذي نشره مركز وثائق الثورة الإسلامية (باللغة الفارسية):
في تلك الأيام كانت حركة فدائيان إسلام ملاحقة من الحكومة و كان يعيش السيد نواب مختفيا، و اقترح السيد طالقاني عليه بان يذهب إلى منطقة طالقان لأنه منطقة قروية و جبلية، وبهذا لا يمكن للعدو الوصول إليه، و القرية التي كان يقصدها السيد طالقاني هي قرية وركش.
بعدما استقر السيد نواب في القرية، أرسل عدة أشخاص ثقة ليأخذونني عنده، في طالقان، عندما وصلت إلى القرية، كان السيد نواب يسكن في بيت شخص يدعى كربلائي فضل الله، هذه الرحلة تزامنت مع شهر رمضان المبارك، و كان يؤدي السيد نواب الصلاة في المسجد صلاة الجماعة، و بعد الصلاة و مراسم الإفطار قام بإلقاء الخطبة، و هكذا ضخ دماء جديدة في نفوس القرويين الذين لم يكونوا يعرفون أي شيء عن هذه البرامج والمراسم و كانوا يهتمون بحياتهم الاعتيادية.
أول ما قام به السيد نواب في القرية و اهتم به هو الجانب الاجتماعي، إذ قال يجب ان نأخذ إحصائيات من الناس لنعرف كم بالمائة منهم ثري وكم نسبة الفقراء، و طالب السيد نواب في خطبة من الأثرياء ان يساعدوا الفقراء قدر الإمكان، و في وقت وجيز تم جمع مساعدات كثيرة منها القمح و الطحين و الأرز و الزيت، إضافة إلى الأموال، ثم حدد السيد نواب الأسر الفقيرة و المستضعفة، و اخذ ما جمعه من الأموال وقام بتقسيمه بينهم بالتساوي، ثم اخذ هذه المساعدات ليلا و بشكل خفي للفقراء، دون ان يعرف الشخص الفقير من قدم له هذه المساعدات ودون ان يعرف الثري من قدم له المساعدات، و على هذا لا يقوم احد بالمن على أي شخص و لا احد يمكنه التفاخر على أي شخص آخر.
أما العمل الآخر الذي قام به السيد نواب هو تنظيم الأمور الصحية في القرية، قد لا يستحسن قول هذا و الحديث عن هذا الأمر، لكن كانت كل البيوت في القرية تفتقد إلى المرحاض ما عدى البيت الذي كنا نسكن فيه، عندما عرف السيد نواب هذا الأمر غضب كثيرا، و قال في خطاب لأهل القرية، أين الحمية، هل هذا صحيح بان يقوم الرجال باستخدام جانب من النهر كمرحاض والنساء الجانب الآخر. هذا غير صحيح و مرفوض، ذلك انه في الجانب الصحي يؤدي إلى تلوث البيئة و النهر، وهذا مرفوض شرعا، على هذا على الجميع التوقف عن العمل في اليوم التالي، كي يبدأ الجميع ببناء المراحيض، وعلمهم السيد نواب على غرار مهندس معماري كيفية بناء المرحاض و حفر البئر، فتم بناء ما يقارب ستين مرحاضا في يوم واحد.
عندما كان يتحدث السيد نواب مع أهل القرية و كبارها حول القضايا الدينية و أهمية المسجد، كانوا يقولون له هناك قرية تبعد عن مسافة فرسخا و لم يفتح باب مسجدها منذ ما يقارب ربع قرن، و على هذا لم يؤد احد الصلاة فيه، غضب السيد نواب كثيرا من هذا الأمر، و قال العجيب بأنه يقال بان ثلاثة عشر من أصحاب إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف يقومون من طالقان، كما قيل للسيد نواب بان أهل القرية لا يعطون الخمس و لا زكاة أموالهم. فضلا عن هذا قيل له بان في هذه القرية يوجد مزار لكن الناس في الجمعة من كل أسبوع يذهبون من هذه القرية و المدن المحيطة به وطهران، ويتناولون الكحول و يقومون بالكثير من الأمور المحرمة.
السيد نواب قام بوضع خطة خاصة لمحاربة الفساد، ذلك انه كان شهر رمضان المبارك، فأمر أهل قرية وركش بأنه عليهم السير بعد السحور نحو القرية، ولهذا اختار ما يقارب ستين شابا من أفضل شباب القرية وأطلق عليهم الحراس في الشؤون الإسلامية، و قام السيد نواب بإعداد شارات خاصة لهم وقمت أنا بمساعدته في هذا الأمر كما قمنا بإعداد بيرق اخضر ، و بعد السحور ذهب شقيق السيد نواب إلى المسجد و صرخ: عجلوا بالصلاة الله اكبر الله اكبر. اجتمع أهالي القرية على الفور حاملين الفوانيس أمام المسجد ، في تلك الفترة شد السيد نواب الحزام الأخضر على خاصرته و شد جانب من عباءته على كوفيته، و امسك بالبيرق وتقدم الحشد و ساروا والكل كان يردد الله اكبر و يسيرون خلفه.
عندما وصلوا إلى القرية فتح السيد نواب باب المسجد، و دخل الجميع من بعده و قام السيد نواب برفع أذان الفجر، ثم قام الجميع بقول الله اكبر بصوت مرتفع، و بعد هذه الحادثة خرج أهل القرية خائفين من بيوتهم ليروا ماذا حدث و عندما دخل بعضهم في المسجد كان السيد نواب يؤدي صلاة الجماعة و بعد الصلاة ألقى خطابا، و انتقد اله القرية لأنهم لم يفتحوا باب بيت الله منذ ربع قرن، و كان من المعلوم بأنهم غير مؤمنين، و هذا الأمر يدل على إيمانهم الضعيف، أما الناس فصاروا مثل من يستيقظ من النوم ، استيقظت فطرتهم و اجتمعوا حول السيد نواب وطالبوه بان يبقى هنا ويقومون بكل ما يطالبهم به.
بعد فترة وجيزة قام نواب بوضع الخطط للقرية و للمزار، و قال لبعضهم، اذهبوا إلى المزار و لو شاهدتهم من يتناول الكحول هناك، ضعوه على السرير و اضربوا ثمانين سوطا كما أمرنا الدين الإسلامي بذلك. لو جاءت امرأة غير محجبة فلتضربها امرأة بالسوط. وفقا لهذه التعاليم التي أصدرها، استقرت كل القوات المسلمة في المزار، و لم يتجرأ حتى شخص واحد من الحضور هناك و شرب الكحول، يقومون بالمحرمات و الفساد ، وهكذا تم تطهير هذا المكان المقدس كاملا.