رمز الخبر: ۱۳۸

دور الميدان في دفع القضية الفلسطينية إلى الأمام

بعد انتصار الثورة الإسلامية، تحول دعم قضية القدس إلى أهم إستراتيجية للجمهورية الإسلامية، وفي هذه الأثناء أصبح النضال مع الكيان الصهيوني المحتل إلى حقيقة، وبادرت الجمهورية الإسلامية في الكثير من القضايا وبأساليب مختلفة بدعم المجاهدين الفلسطينيين، ولهذا لعب الميدان أو الساحة دوراً بارزاً في تطوير القضية الفلسطينية.

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامي، بعد انتصار الثورة الإسلامية تحول دعم فلسطين وتحرير القدس إلى أهم استراتيجيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي هذا المجال استطاعت قوات القدس التابعة للحرس الثوري كونها أهم إستراتيجية داعمة للقوات الفلسطينية وفضلاً عن إعداد المقاتلين الفلسطينيين ان توجه ضربات مدمرة على جسد الكيان الصهيوني والداعمين له، وبهذا جعلت القضية الفلسطينية حية.


تعليم صنع الأسلحة

من أهم المشاريع لتقوية القضية الفلسطينية في مواجهة انتهاكات الكيان الصهيوني هي تعليمها صنع الأسلحة، يشير زياد نخالة من قادة حركة الجهاد الإسلامي إلى فكرة قوات القدس لتعليم الفلسطينيين لصنع الأسلحة وتطوير المقاومة في هذا المجال ويقول: ان الحاج قاسم طرح فكرة تعليم المقاتلين من غزة لصنع صواريخ طويلة المدى، وهذا الأمر كان إنجازاً كبيراً بحيث لو تمت محاصرة غزة يعد بإمكانها صنع أسلحتها. كما أشار إلى دور هذه التعليمات في دفع القضية الفلسطينية إلى الأمام وقال: اليوم تصنع آلاف الصواريخ في قطاع غزة وفي المصانع، بمختلف أشكالها مثل أر بي جي والقنابل. كل وحدات الهندسة من حماس والجهاد الإسلامي تلقت تدريبها في إيران، وبعد هذا تولينا مسئولية الوحدات التعليمية والهندسية والمتخصصين والطواقم المدربة، ان إسرائيل والأجهزة الأمنية للدول المطبعة، كانت تتابع قضية تعليم قواتنا وتحاول محاصرتنا واخذ المعلومات منا، ان مقاتلينا ووحداتنا الهندسية تتقدم كل يوم في صناعة الأسلحة. كما يرى بان هذه الأعمال حول ثورة فلسطين من مجموعات عسكرية خفية إلى جيش قوي ومسلح.

يعتبر ناصر أبو شريف مندوب حركة الجهاد الإسلامي بان مساعدات فيلق القدس للمناضلين الفلسطينيين حول النضال من الحجارة إلى النضال بالأسلحة، ويقول: منذ عام 2005 أي بعد الانتفاضة الأولى في الأراضي المحتلة، تطورت عمليات النضال في فلسطين وتحولت من الحجارة إلى الأسلحة، ولهذا ومنذ عام 2005 بدأت عملية تقوية المقاومة في الجانب العسكري، وفي هذه الأثناء لعب الحاج قاسم سليماني وقوات القدس التابعة للحرس الثوري دوراً بارزاً في تطوير المقاومة المسلحة في قطاع غزة.


الدعم في ميدان النضال

ان دعم المقاتلين الفلسطينيين في ميدان النضال كان من الأعمال الأخرى التي قامت بها قوات القدس في تطوير القضية الفلسطينية وعلى سبيل المثال كان إيصال الأسلحة للفلسطينيين وإنهاء حصار غزة من أهم ما قامت به قوات القدس في حرب 22 يوماً فقوات المقاومة الفلسطينية التي كانت تفتقد إلى ابسط الأسلحة سابقاً هذه المرة وبمساعدة قوات القدس تم تزويدها بالمعدات والتعليمات المتطورة، ولأول مرة استطاعت ان تستهدف عمق الأراضي المحتلة والمراكز الحساسة والمهمة للصهاينة.

ويقول زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن هذا الأمر: ان الخطوة الإستراتيجية للواء سليماني بدأت بإرسال الصواريخ والأسلحة إلى قطاع غزة، وهذه القضية تشبه معجزة إذ كانت في الجانب الفني والأمني وظهورها، قضية صعبة للغاية لكنها تمت بنجاح. كما يعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ان دور هذه الأسلحة مهم في هزيمة الكيان الصهيوني ويقول بهذه الصواريخ تم فتح المجال لقصف تل أبيب.

كما أشار ناصر أبو شريف مندوب الجهاد الإسلامي إلى مكانة محاصرة غزة الاستثنائي بالقول ان الوضع في قطاع غزة كان على نحو إذ لو أراد المرء دخولها يجب عليه ان يدخلها إما عبر مصر أو عبر الأراضي المحتلة، وهذه القضية تبين الضغط الممارس من الصهاينة على الشعب الفلسطيني والمقاومة، في هذه الظروف قدم الحاج قاسم سليماني المساعدة، وجعل المقاومة في قطاع غزة قوية، وحولها إلى قاعدة متطورة.

ومن الأعمال المهمة الأخرى التي قام بها فيلق القدس في حرب 22 يوماً هو بناء الأنفاق. يقول احمد عبد الهادي عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ومندوب حركة حماس في لبنان في هذا المجال: ان فكرة بناء الأنفاق في غزة التي صنع منها ما يزيد 360 كيلومتراً طرحت على يد اثنين من القادة الشهداء أي عماد مغنية والحاج قاسم سليماني وبهذا تم ارسال مختلف المعدات مثل الصواريخ إلى داخل قطاع غزة.


محاربة مشروع صفقة القرن

ان الإصرار على المقاومة بوجه الكيان الصهيوني كانت الأعمال الأخرى لمساعدة القضية الفلسطينية، يشير ناصر أبو شريف إلى ان قائد فيلق القدس وبدعم المقاومة الفلسطينية لعبوا دوراً كبيرًا في دعم القضية الفلسطينية، ويقول انه حاول ان يزيد من التنسيق بين التيارات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والأفغانية واليمينية حتى بهذا الطريق يواجه المشاريع والخطط الغربية في المنطقة.

ويشير أبو شريف إلى نضال فيلق القدس في العراق واليمن لدعم القضية الفلسطينية ويقول ان الحاج قاسم وعندما كان في العراق فانه كان يدعم القضية الفلسطينية، ذلك ان العراق تعد جزءا من مشروع المقاومة لمواجهة الكيان الصهيوني، وكان يتبنى هذه الإستراتيجية حول المن، وكان يطور جبهة المقاومة بمساعدة المخلصين للقضية الفلسطينية في اليمن، وفي المحصلة كون جبهة من الفقراء والمخلصين في المنطقة للمقاومة بوجه المشاريع الاستكبارية والكيان الصهيوني.

كما يرى سيد حسن نصر الله بان من أهم أهداف الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة هو الوقوف بوجه صفقة القرن، ويقول لا شك بان ترامب والإدارة الأمريكية يدافعون عن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، أنهم يريدون دعم إسرائيل وفرضه على شعوب المنطقة والشعب الفلسطيني، وسموا هذه العملية صفقة القرن، ان خط المقاومة وجمهورية إيران الإسلامية كالسد المنيع واقفة أمام هذه الخطة الأمريكية.

كما يشير عبد الوهاب الخيل مسئول القضايا القانونية في وزارة التعليم اليمنية إلى دور قوات القدس في منع تنفيذ صفقة القرن بالقول: ان أمريكا تخاف بشدة من ردة فعل شعوب محور المقاومة ومنها المقاومة الفلسطينية المتأثرة من اللواء سليماني، وفي كل تلك المحاور والجبهات كان للواء حضور مؤثر وفعال، هذا وان أمريكا وعملاءها وعبر الإعلان عن التطبيع مع الكيان الصهيوني كانوا يحاولون إلحاق الضرر بالقضية الفلطسنية.


كسر الحواجز في مسار النضال

من الأعمال الأخرى التي قامت بها قوات القدس هو بث روح الأمل في نفوس المقاتلين الفلسطينيين وكسر حاجز اليأس في النضال يقول أنيس نقاش في هذا المجال مشيراً إلى دور قوات القدس: عندما حاول حزب الله في حرب 22 يوماً ان يطلب من مصر السماح لهم بنقل جرحى الحرب من غزة ولم يسمح حسني مبارك بهذا العمل، حدث أمراً عجيباً بمبادرة من الحاج عماد مغنية والحاج قاسم، إذ لم يتم نقل الجرحى إلى خارج غزة بل أوصلنا الأسلحة لأهالي غزة، وكما يقول انبش نقاش فانه في تلك الفترة قال الحاج قاسم أ لم يريد الشعب الطعام والدواء، أ لم يريد المجاهدين الأسلحة، فلماذا لا تحركون ساكناً يكفي الهجوم على حدود العريش في مصر وعبور الحدود فهناك اعددنا لهم الطعام والدواء والأسلحة، هاجموا تلك المنطقة، وقام الفلسطينيون بهذا العمل دون ان يعرفوا من الآمر، عبروا الحدود وتلقوا ما يحتاجون إليه، ثم عادوا وقاموا وانتصروا في الحرب، هذه كانت مبادرة الحاج قاسم.


شارك هذا الخبر:
اكتب تعليقا