رمز الخبر: 139
عقب الإعلان عن تأسيس الكيان الصهيوني دعا آية الله الكاشاني الشعب إلى مناهضة الكيان المحتل للقدس، كما دعا مسلمي العالم إلى دعم الشعب الفلسطيني، كما ألقى الشهيد نواب صفوي بالتزامن مع آية الله الكاشاني خطاباً قوياً دعا فيه الشعب و المسئولين إلى الانتفاضة، من جهته اصدر آية الله البروجردي بيان دعا مسلمي إيران و كافة البلدان الإسلامية للاجتماع لمناهضة الصهاينة، كما أرسل آية الله السيد محمد بهبهاني رسالة إلى البابا زعيم الكاثوليكيين في العالم و اتخذ موقفاً بوجه الإعلان عن تشكيل الكيان الصهيوني، كما أعلنت مختلف طبقات الناس استعدادها للتوجه للنضال و التعبير عن الغضب لتأسيس الكيان الصهيوني.
2021 May 24 - 12:05 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ في الثلاثين من نوفمبر عام 1947 أصدرت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة قرار رقم 181 يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، و في 14 مايو عام 1948 انتهت فترة وصاية بريطانيا على فلسطين، وفي نفس اليوم تم الإعلان عن المجلس القومي اليهودي في تل أبيب وتم الإعلان عن تشكيل الكيان الصهيوني. بعد خمسة إلى 11 دقيقة، اعترفت إدارة أمريكا برئاسة هاري ترومن بإسرائيل، و بعد هذا اعترف الاتحاد السوفيتي أي بعد خمسة أيام إلى جانب سبع دول، من جهة أخرى قامت الشعوب المسلمة بانتفاضة عارمة ضد تأسيس الكيان المحتل.


موقف آية الله الكاشاني من تأسيس الكيان الصهيوني

بعد تقسيم فلسطين أعلن آية الله الكاشاني الذي كان قد رجع من منفاه إلى طهران، خلال بيان خاطب فيه كل مسلمي العالم في تاريخ 11 شهر دي عام 1326، أعلن بأنه ليس من المحدد بأنهم صوتوا لتقسيم الأراضي الفلسطيني ومنحوا فلسطين وطناً للمهاجرين اليهود من ألمانيا والروس وأمريكا، و وفقاً لأي قانون ومنطق، ان تأسيس الكيان المحتل، كما ذهب آية الله الكاشاني يتحول مستقبلاً إلى بؤرة اكبر المفاسد لمسلمي الشرق الأوسط بل لكل العالم، و أعلن: على كل مسلمي العالم منع هذا الظلم الجائر بأي وسيلة كانت وعليهم السعي لرفع هذه المصيبة عن مسلمي فلسطين.

كما لم يكتف آية الله الكاشاني بهذا البيان و دعا الناس إلى الخروج بمظاهرات ضد الكيان الصهيوني، وبعد هذا الإعلان خرج ما يزيد على 30 ألف من أهالي طهران في يوم الأحد 20 دي شهر 1326 واجتمعوا في مسجد الإمام الخميني لدعم الشعب الفلسطيني ولمعارضة الكيان الصهيوني.

هذا وبعد تأسيس الكيان المحتل، دعا آية الله الكاشاني في 30 ارديبهشت عام 1327 الشعب الإيراني إلى الخروج بمظاهرات ضد الكيان الصهيوني.

هذا الاجتماع الكبير شهد مشاركة عدد كبير من الناس، وألقى آية الله الكاشاني خطاباً تاريخيا ضد الكيان الصهيوني، ودعا المسلمين إلى إزالة الخلافات و وحدة الكلمة، وخاطب المسلمين قائلاً: عليهم السعي في هذه الفترة وهي أصعب الفترات للإخوة المسلمين، و تقديم الدعم والمساعدة لهم، كما طالب مسلمي العالم بان يقدموا الدعم المالي ويضحوا بأرواحهم للشعب الفلسطيني الأعزل، كما أكد في هذا الاجتماع الكبير مرة أخرى: بان كل البلدان الإسلامية هي وطننا ويجب ان نقوم بكل ما لدينا من قوة بدعمهم.

و في نهاية خطاب آية الله الكاشاني تم إصدار بيان مكون من ست مواد وحظي بتأييد الجميع.

و فضلاً عن هذا تم ارسال رسالة إلى الأمم المتحدة وتم الإشارة إلى ان الملايين من الشعب المسلم في العالم ينتظرون قرارات الأمم المتحدة، و فضحوا في الرسالة جرائم الكيان الصهيوني والدول الداعمة له. و طالبوا الأمم المتحدة بان تمنع حدوث هذه الانتهاكات و ان لا تسمح بإرسال المال و الأسلحة من بعض أعضاء المنظمة لصالح أقلية صغيرة في فلسطين التي تلحق الضرر بسكان تلك الأراضي.

كان قد لقي دفاع آية الله الكاشاني صدى واسعاً في صفوف المسلمين في تلك الفترة من التاريخ خارج إيران وفي صفوف مسلمي مختلف دول العالم.


ردة فعل الشهيد نواب صفوي

ان جماعة فدائيان إسلام بقيادة نواب صفوي وبالتزامن مع آية الله الكاشاني دعت الناس للانتفاضة ضد وجود الكيان الصهيوني و قد شارك الشهيد نواب صفوي في اجتماع كبير حول القضية الفلسطينية أقيم بتاريخ 21 من شهر دي عام 1326، ألقى خطاباً رناناً، و في اجتماع آخر أقيم في نفس المسجد بتاريخ 31 من شهر ارديبهشت عام 1327، تطوع بتأثير من خطاب نواب صفوي الحماسي، خمسة آلاف شاب مسلم للتوجه إلى فلسطين ومحاربة هجمات الصهاينة والصهيونية.

واصدر نواب بياناً أشار فيه إلى ان دماء فدائيان إسلام الشجعان تتوق إلى الإراقة دعماً للإخوة المسلمين في فلسطين، و أعلن ان خمسة آلاف من فدائيان إسلام يتوجهون إلى تقديم المساعدة للإخوة الفلسطينيين و قد طلبوا الإذن من حكومة إيران و ينتظرون الرد للتوجه إلى فلسطين.

نتيجة هذه الأعمال وخطابات الشهيد نواب صفوي في دعم الشعب الفلسطيني اجتمع هؤلاء الشباب في يوم الأحد من شهر خرداد عام 1327 في بيت آية الله الكاشاني و كانوا ينتظرون التوجه إلى فلسطين بفارغ الصبر، لكن الحكومة منعتهم من التوجه إليها.


بيان آية الله البروجردي

دعا آية الله البروجردي و هو من الشخصيات المهمة والمؤثرة في العالم الإسلامي في بيان له باللغة العربية مسلمي إيران و كل الدول الإسلامية للاجتماع والتعبير عن كرههم للصهاينة والدعاء لانتصار الإخوة المسلمين الذين يحاربون في جبهات القتال. وشكا آية الله البروجردي في بداية البيان مما يشاهد من ظلم بحق المسلمين في باكستان على يد المشركين و في فلسطين على اليهود، إلى الله تعالي وأشار إلى الآية القرآنية:

ونوه بصدق كلام الله حول شدة عداء اليهود للمسلمين وأعلن بان اليهود يريدون: اخذ الثار من كل ما شاهدوه من حسنات المسلمين، وممارسة القتل والإرهاب بحق الصالحين، وقتل أطفالهم وانتهاك حرماتهم، وتدمير معابدهم وبيوتهم، فلا يخافون من ممارسة الظلم والجريمة تجاه أي شخص، ويستمرون في الانتهاكات.

وقال: أسال الله تعالى بان ينصر المسلمين، ويذل هؤلاء الذين لا يحترمون حقوق المسلمين. وفضلا عن هذا طالب مسلمي إيران والعالم: بان يدعوا الله كي يذل اليهود وينصر المسلمين.


ردة فعل آية الله بهبهاني

كما أبدى سماحة آية الله سيد محمد بهبهاني من علماء طهران آنذاك في رسالة إلى البابا بتاريخ 1 خرداد عام 1327 ردة فعل تجاه القضية الفلسطينية.

وفي رسالة أشار إلى الأخبار المحزنة التي تأتي من فلسطين وهي تركت تأثيرات على العلماء في إيران، و اعتبر ان إثارة الفتن على يد اليهود وإثارة الشر هي التي تخذلهم في تاريخ البشرية، ويضيف بأنه بحكم التاريخ يجب اعتبار هؤلاء القوم بعدو البشرية.

وفي هذه الرسالة اعتبر ان دعم بعض الشعوب المسيحية لهم والاعتراف بالحكومة الإسرائيلية المختلفة، تثير الحيرة وقال: ماذا حل بأوساط علماء الدين من المسيحية وبدلا من توعية الحكومات التي تمد يد الصداقة إلى أعداء المسيحية و الترحيب بهم، و إيقاظ الشعوب المسيحية، يتخذون الصمت ولا يقومون بواجبهم الديني.

ومن جهتها قال علماء الدين في مدينة قم بأنه لو لم يترك الصهاينة حربهم مع العرب في فلسطين، فأنهم يقومون بمقاطعة بضائعهم، و يعلنون لكل المسلمين بان يمتنعوا من شراء أي بضاعة يهودية وعدم بيع أي سلعة لهم.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق