محاور نضال آية الله كاشاني في انتفاضة 30 تير
موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ ان الشاه وبعد قمع نهضة الناس، أمر بان تقوم الوحدات العسكرية والجوية وبمعدات حربية بقمع المظاهرات وتفريق الناس، واصدر لمستشفيات الجيش أمرا بان تكون على أهبة الاستعداد، عرف هذا الخبر منظمة المجموعة الوطنية التي أسسها عدد من الضباط وأنصار مصدق كما اطلع آية الله كاشاني على هذا الخبر.
اصدر سماحة آية الله في 28 شهر تير بياناً خاطب فيه القوات العسكرية، وبدأ البيان بعبارة جنود الوطن الضباط الأعزاء، وذكرهم بمسئوليتهم أمام الله تعالى ويوم القيامة، كما أعلن كاشاني بان الحرب الدائرة هي حرب وصراع بين جبهة الحق والباطل، وأضاف ان ما يقوم به احمد قوام يأتي بدافع السلطة، وعودة بريطانيا إلى البلاد وعودة الاستعمار، عليكم ان لا تسمحوا بهذا العمل، وإلا يحملكم مسئولية أمام الدماء والقتل واغتصاب حق الناس، تعالوا ولنوال رضا الله ورسوله ولا تطلقوا على إخوانكم الرصاص، وتحلوا بالوعي بان هذا الرصاص يجب ان يصيب قريباً أعداء الوطن والشعب، تم نشر هذا البيان على مستوى كبير وترك تأثيره الكبير على المسئولين فان تقييم مستشاري قوام لهذا البيان هو انه يجب تمهيد الأرضية من كل الجوانب لإدارة المظاهرات.
ان القاعدة الثانية التي كان يجب شن الهجوم عليها هي قاعدة رئاسة وزراء قوام، إذ أعلن آية الله كاشاني بان المحكمة الوطنية أصدرت حكم موت قوام سياسياً، ترك هذا البيان تأثيره لدرجة عرف ببيان الإطاحة بقوام.
ان القاعدة الثانية التي كان يجب شن الهجوم عليها هي قاعدة رئاسة وزراء قوام، إذ اصدر كاشاني رداً على بيان يوم 28 من شهر تير بياناً شديد اللهجة، إذ اعتبر آية الله في هذا البيان بان الإطاحة بمصدق جاءت نتيجة سياسة، أوصلت الحكومات العملية لقرون طويلة لسدة الحكم، وقدم قوام بأنه شخصية ترعرع في أحضان الدكتاتورية وله تاريخ سياسي مليء بالخيانة والظلم، وأعلن آية الله بان المحكمة الوطنية أصدرت حكم موت قوام سياسياً، وقال عند تحليل تسلم قوام السلطة: ان الأجانب يريدون بأنه من خلاله القضاء على أسس الدين والحرية والاستقلال في البلد، ويقوم بأسر الشعب المسلم مرة أخرى ، وأشار إلى قوام في البيان وقال: ان مؤامرة فصل الدين عن السياسة ومنذ قرون طويلة كانت تمثل خطة بريطانيا، وأعلن في نهاية البيان بأنه على عامة الإخوة المسلمين بان يقوموا بالجهاد الأكبر في هذا الطريق، ويبرهنوا لأصحاب سياسة الاستعمار مرة أخرى بان مساعيهم للحصول على السلطة والسيطرة على إيران لن تحقق مراميها بأي حال من الأحوال، وترك هذا البيان تأثيره إذ عرف ببيان الإطاحة بقوام.
ان آية الله كاشاني اجري مقابلة صحفية وشارك فيه مراسلون أجانب ومحليون، هذه المقابلة التي كانت من أكثر المقابلات الصحفية ازدحاماً لآية الله، تحدث في البداية عن النهضة وتأثيرها في الشرق الأوسط، ثم تطرق إلى تدخل بريطانيا في شؤون إيران الداخلية طيلة قرن ونصف، وأضاف: وفقاً للدستور يجب ان يصوت ربع المندوبين تأييدا لرئيس الوزراء، وبما انه لم يشارك في البرلمان في ذلك اليوم سوى 42 منهم، فلا شرعية لهذا التصويت، ثم اعتبر آية الله ان أوامر رئيس وزراء قوام تعد خطأ، وختم حديثه بالقول بأنه مادامت الدماء تجري في عروقي وعروق هذه الأمة، لا ارضخ لهذا الأمر وارفض حكم قوام علينا.
وكانت ذروة رسالة آية الله هي عبارة واجهت إبراز الحضور مشاعرهم الحادة: لو أصبحت الأمور صعبة ارتدي الكفن بنفسي.
بعد هذه المقدمة بدأ المراسلون بطرح أسئلتهم وأجاب عليها آية الله، ورداً على سؤال لمراسل مفاده هل ترفع الأسلحة لمحاربة قوام أم لا، قال: حققنا المراد بمظلوميتنا وان قوام اصغر من ان نرفع الأسلحة بوجهه، علينا بالمواجهة العقلانية، ونزيل قوام قريباً، ورداً على سؤال حول لقاء قوام بالسفير الأمريكي قال ان الأمريكيين لا يفهمون في السياسة وبريطانيا تخدعهم دائماً ان بريطانيا وأمريكا متحالفان لكن بريطانيا تخدع أمريكا، لا قيمة للقاء هندرسن بقوام، فلو أصبحنا يداً واحدة ماذا عليهم فعله.
وسأل مراسل لو دخلت بريطانيا إلى مدينة آبادان ماذا تفعل، قال: لو وطأت أقدام خبير بريطاني واحد المنشآت النفطية لأصدر أمرا بإحراق كل المنشآت النفطية والمصافي وتدميرها.
وكانت ذروة رسالة آية الله هي عبارة واجهت إبراز الحضور مشاعرهم الحادة: لو أصبحت الأمور صعبة ارتدي الكفن بنفسي.
كان البلاط من بين القضايا الأخرى التي كانت تقود المؤامرة ضد الانتفاضة. كان من الضروري ان يتعرض هذا المركز للمؤامرة إلى التهديد، لم يتجاهل آية الله كاشاني هذه القضية المهمة، لذكائه السياسي، على هذا وبعد لقاء علاء به في يوم 28 شهر تير وبحنكته الخاصة وبعد يوم من اللقاء أرسل رسالة إلى علاء وقال: بلغوا الملك بأنه لو لم يقم بإعادة حكومة مصدق حتى يوم غد فاني أوجه فوهة الثورة الحادثة نحو البلاط وأقود هذه الحركة.
كان الشاه الذي اثبت دائماً بأنه استوعب قدرة آية الله، قد جعل علاء واسطة كي يقود آية الله نحو السلام مع قوام، على هذا كان إنذار آية الله للشاه يثير المخاوف.
وبعد لقاء علاء به في يوم 28 شهر تير وبحنكته الخاصة وبعد يوم من اللقاء أرسل رسالة إلى علاء وقال: بلغوا الملك بأنه لو لم يقم بإعادة حكومة مصدق حتى يوم غد فاني أوجه فوهة الثورة الحادثة نحو البلاط وأقود هذه الحركة.
حقيقة الأمر هي انه في تلك الآونة كانت النهضة ممزوجة مع المذهب، وقد دخل الكثير من الناس بمعتقداتهم الدينية في الساحة، وحتى كانت القوى الوطنية تدعو الناس للنزول في الساحة متمسكة بالشعارات الدينية، فلجنة تركيز النضال الوطني التي كانت تتولى توجيه الاعتصام والمظاهرات، قررت في 28 شهر تير بأنه في أول من شهر مرداد، تعتلي النساء والأطفال في كل البلاد سطح البيوت وتطلق الأذان لسعادة إيران واستقلاله، وتدعو ربها، وتم الإعلان عن هذا القرار من خلال البيانات والبرقيات والهواتف لكل أنحاء البلاد.
قد ارتدى الناس إعلانا بوفائهم في تلك الأيام الكفن، هذا التقليد الذي يعد رمزاً دينياً يعبر عن الاستعداد للاستشهاد، وفي تلك الأيام سار بعض الناس مرتدين الكفن من همدان وكرمان شاه وفي يوم 29 شهر تير حاصرتهم قوات الشرطة بأمر من اللواء وثوق وقامت بضربهم.
مع انه في تلك الأيام كان للقوى غير الدينية حضور في الساحة، لكن جل النضال والجهاد جاء على يد القوات الدينية، وان الشعارات الدينية في الغالب، والقوات الدينية كانت مستلهمة من آية الله كاشاني.