رمز الخبر: 78
وقد كرّر الأمريكيّون مراراً قولهم بأنّ الحظر الذي فرضناه على إيران هو أشدّ أنواع الحظر على مرّ التاريخ، وهم صادقون في قولهم. وأنا قلت مرّة في معرض الردّ عليهم أنّ الهزيمة التي ستتلقّاها أمريكا في هذه القضيّة ستكون أقسى الهزائم التي تلقّتها على مرّ التاريخ إن شاء الله؛ إذا ما شحذنا هممنا إن شاء الله وسرنا على الطريق الصحيح وانطلقنا إلى الأمام. لذلك من الضروري تعبئة القدرات كافّة. أمام الهجوم في أعلى مستوياته من الضروري أن تكون هناك تعبئة قصوى للقدرات.
2021 January 30 - 09:52 : تأريخ النشر
مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ هجوم العدوّ في أقصى حدوده يحتاج تعبئة قصوى للقوات. هجوم العدوّ اليوم هو في أقصى حدوده؛ أي أنّهم يقومون اليوم بتسخير كافّة إمكاناتهم ووسائلهم؛ الأمريكيّون في الدّرجة الأولى، وعلى الهامش ومن يتبعونهم هم الصّهاينة أي الحكومة الصهيونيّة؛ وإلى جانبهم ومن خلفهم الغربيّين وجميع الأوروبيّين. فلتفرضوا أن أمريكا رفعت منع شراء النفط عن بعض الدول الأوروبيّة؛ لكنّهم لا يشترونه منّا؛ حسناً هذا عداء؛ فلا يوجد أيّ وجه آخر له؛ هذا في نهاية الأمر عداء، وهو عداء من نوع خاص؛ لقد حشدوا أقصى إمكاناتهم؛ وقد كرّر الأمريكيّون مراراً قولهم بأنّ الحظر الذي فرضناه على إيران هو أشدّ أنواع الحظر على مرّ التاريخ، وهم صادقون في قولهم. وأنا قلت مرّة في معرض الردّ عليهم أنّ الهزيمة التي ستتلقّاها أمريكا في هذه القضيّة ستكون أقسى الهزائم التي تلقّتها على مرّ التاريخ إن شاء الله؛ إذا ما شحذنا هممنا إن شاء الله وسرنا على الطريق الصحيح وانطلقنا إلى الأمام. لذلك من الضروري تعبئة القدرات كافّة. أمام الهجوم في أعلى مستوياته من الضروري أن تكون هناك تعبئة قصوى للقدرات؛ هذه نقطة.

ستتلقّى أمريكا أسوء هزيمة في تاريخها من الجمهورية الإسلامية

والنقطة الثانية هي أنّ أساس العمل، الذكر الإلهي: وَلا تَنِیا فی ذِکرِي [سورة طه، الآية ٤٢]. يقول الله عزّوجل لموسى وهارون في تلك الحالة الحسّاسة حيث أنّ شخصين يذهبان لوحدهما ليواجها قوّة جبّارة وقهّارة ومسيطرة مثل فرعون مع كلّ ما يملكه من إمكانيات:  وَلا تَنِیا فی ذِکرِي؛ انتبهوا. وقال مراراً:  لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ [سورة طه، الآية ٤٦]، أي سأساعدكما وأحميكما، لكنّه قال أيضاً " وَلا تَنِیا فی ذِکرِي"؛ أي لا تقصّروا. الذكر وسيلة إلهيّة وسبب كلّ هذه القدرات التي ذكرناها وتحدّثنا حولها وقلنا بوجوب الاستفادة منها واستغلالها؛ والذكر الإلهي يشكّل أرضيّة لها.
الإمام الخامنئي ٢٠١٩/٣/١٤

الحظر بالتّالي یُسبّب ضغوطاً علی الشعب وعلی البلاد. يتبجّح الأميركيّون بالحظر الذي فرضوه علی الشعب الإیراني ويقولون بأنّ التاريخ لم يشهد له مثيلاً! نعم، لم يشهد التاريخ له مثيلاً، [لكن] الهزیمة التي سيُمنى بها الأمريكيّون في هذا الخصوص أیضاً، لن يشهد التاریخ لها مثيلاً إن شاء الله. يمكن للشعب والحکومة والمسؤولين جميعاً، أن یقوموا بعمل یحوّل هذا الحظر لصالح البلاد مائة بالمائة. وکما کان هناك حظر مفروض علینا في زمن الحرب حیث لم یکونوا یبیعوننا حتی الأسلحة الخفیفة الفردیة، وقلت ذات مرة إنّهم لم یکونوا یبیعوننا حتی الأسلاك الشائکة إلّا أنّ هذا الحظر نفسه أدّی إلی تفجير الطاقات الداخلیّة وإلى أن نصل من النّاحیة الدّفاعیة إلی ما نحن علیه الیوم، ونحن الیوم من الأوائل على مستوی المنطقة والأکثر تقدماً بتوفیق من الله، وقد کان هذا بفضل الحظر. وإلّا لو اشترینا منذ البدایة کلّ ما کنا بحاجة إلیه، ولو أُعطينا هذه الاحتیاجات مقابل الأموال، لما فکّرنا بصنعها بأنفسنا ولما وصلنا إلی هنا. وکذا الحال في کلّ القضایا. یقول لي شبابنا ـ وهم یثبتون ذلك ولیس الأمر مجرد ادّعاء ـ إنّه ما من وسیلة وشيء یحتاجه البلد من قطع الغيار وغیرها إلّا ونستطیع صناعته. بإمكاننا صناعة کلّ شيء، وهم صادقون فيما يقولون. وقد اختبرناهم في بعض الحالات فوجدنا أن الأمر کما یقولون. لدینا مثل هذه الطاقات الإنسانیة، ویجب أن نفعل ما یحوّل هذا الحظر إلی ازدهار، ووصول إلی قمة الإبداع والعمل في البلاد. علينا العمل على الاستغناء عن بضائع الآخرین وجعل الآخرین بحاجة إلی بضائعنا. هذا شيء ممکن الحصول والتحقّق.

إننا بتوفیق من الله سنتجاوز هذه الأمور المتعلّقة بالحظر والمشكلات. وهو بالطبع یخلق بعض المشکلات. المشكلات موجودة، وهي الآن أيضاً موجودة، بید أنّها موجودة منذ البدایة، فإذا ما قاومت الحکومة والشّعب، وأبدوا یقظة ووعیاً، وسعوا وجدّوا، وشمّروا عن سواعد الهمّة، فإنّنا بالتأكيد سنتجاوز هذه المرحلة بانتصار. وکما تجاوزنا مرحلة الحرب المفروضة وخرجنا منها منتصرين، وکانت التّعاسة والبؤس مصیر صدام وذهب إلی الدّرَك الأسفل من الجحیم، وازدادت الجمهوریة الإسلامیة ازدهاراً، سوف یذهب أعداؤنا أیضاً، أولئك الذین یعملون ضدّنا في أمریکا وأوروبا والغرب، إلی الدّرَك الأسفل من الجحیم، وستبقی الجمهوریّة الإسلامیة إن شاء الله.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/١/٩

وأقول کلمة بخصوص هذه التهدیدات الأمریکیة. إنهم یهدّدون باستمرار. یهددون بلغة أن کل الخیارات موجودة علی الطاولة! أي حتی خیار الحرب. هذا تهدید بالحرب بهذه اللغة. هذا التهدید بالحرب في ضرر أمریکا. الحرب ذاتها تضرّ أمریکا عشرات الأضعاف. لماذا هذه التهدیدات في ضرر أمریکا؟ لأن هذه التهدیدات نفسها دلیل علی عجز أمریکا في المواجهة المنطقیة والخطابیة. لیس لدیهم خطاب مقابل خطاب الجمهوریة الإسلامیة. ولا یستطیعون تحقیق انتصار في ساحة المواجهة الفکریة والمنطقیة، لذلك یضطرون للاستعانة والتشبّث بالقوة. معنی ذلك أن أمریکا لیس لدیها من منطق سوی منطق القوة، ولا سبیل عندها للتقدم سوی سفك الدماء. وهذا سوف یبدّد اعتبار أمریکا في أعین شعبها والشعوب الأخری أکثر مما فعل لحد الآن. هذا هو الشيء الذي یحدّد مصیر الأنظمة. النظام الذي یسقط اعتباره في أعین شعبه مصیره معروف. کالنظام السوفيتي السابق. ومن اللافت أن بعض أصحاب الخبرة الغربیین قالوا قبل أیام إن وضع أمریکا والغرب الیوم شبیه بوضع الاتحاد السوفیتي في أواخر عقد الثمانینات المیلادي والذي أدی إلی سقوطه. أي إن النظام إذا سقط في أعین شعبه من حیث الخطاب والمنطق فلن یعود هناك أمل فی بقائه. لذا کلما هدّدوا کان ذلك في ضررهم. طبعاً لیعلموا ولیعلم غیرهم وهم یعلمون أن لنا مقابل التهدید بالحرب والتهدید بالحظر النفطي تهدیداتنا التي سوف تطلق إن شاء الله في الوقت اللازم.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٢/٢/٣

إمامنا [الخميني] الجليل الذي كان رجلاً استثنائياً في التاريخ بحق، قال مقابل كل هذه الممارسات: كلما تآمرتم أكثر كانت النتيجة في ضرركم والجمهورية الإسلامية لن تتراجع، وأمريكا ليس بمقدورها ارتكاب أية حماقة. هذا هو الاستكبار. ليس للجمهورية الإسلامية أي تحرج أو مجاملات مع أية حكومة بيد أن الحكومة التي قُصِّرت يدّها عن المصادر المالية والبشرية الهائلة للبلد، والتي مارست كل ما استطاعته من التآمر هي الحكومة الأمريكية. تآمرت الحكومة الأمريكية ضد نظام الجمهورية الإسلامية وضد شعب إيران طوال ثلاثين سنة، ووجّهت الضربات المتنوعة وخططت ودبّرت بأشكال مختلفة، وفعلت كل ما استطاعت. إذا تصوّرتم أنه بقي شيء يمكن للأمريكيّين فعله ولم يفعلوه فاعلموا أنه ليس هناك مثل هذا الشيء. لقد فعلوا كل ما استطاعوه. حسناً، تلاحظون أن نتيجة هذه المواجهة هي مزيد من الحيوية اكتسبها الشعب الإيراني ومزيد من التقدم حققته الجمهورية الإسلامية، وقوة متزايدة أحرزها هذا البلد وهذا النظام. هم الذين تضرروا. وقد صدرت عنهم أحياناً خلال هذه المدة كلمات ظاهرها طلب المصالحة، لكنهم متى ما ابتسموا لمسؤولي الجمهورية الإسلامية، حينما دققنا وجدنا أنهم يخفون خنجراً وراء ظهورهم. لم يقعلوا عن التهديد، ولم تتغير نواياهم. الضحك التكتيكي، والابتسام، والوجه المنشرح التكتيكي لا يخدع إلا الأطفال. شعب بهذه العظمة والتجارب والمسؤولون المنتخبون من قبل مثل هذا الشعب إذا خُدعوا فهم سذّج جداً. هم إما سذّج أو أنهم غارقون في الأهواء و النزوات، ويلهثون وراء حياة الدعة والراحة والعافية ويريدون التناغم مع العدو. وإلا إذا كان مسؤولو البلاد أذكياء ودقيقين وأصحاب تجربة وناضجين ومنشدين من الأعماق لمصالح الشعب، فلن يخدعهم الابتسام.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٩/١١/٢

منبع: arabic.khamenei.ir
أرسل إلى صديق
ترك تعليق