رمز الخبر: 135
آية الله الخامنئي في أول مراسم يوم القدس بعام 1358:
قال سماحة آية الله الخامنئي في أول مراسم ليوم القدس: ان هدف وأمنية إنقاذ القدس بهذا المعنى هو هدف إسلامي، على هذا فانه وكما علمنا قائدنا وإمامنا في رسالته، ان يوم القدس هو يوم الإسلام، ان يوم القدس هو اعز أمنيات المسلمين.
2021 May 08 - 08:19 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية، في يوم الجمعة 26 مرداد عام 1358 أقيمت أول مظاهرات للشعب الإيراني بعنوان مظاهرات يوم القدس، بحماس كبير، ان الصحف نشرت أخبار المظاهرات العامة للشعب الإيراني في أول يوم للقدس في تاريخ الجمهورية الإسلامية بتفاصيلها.

بالتزامن مع آخر جمعة من شهر رمضان المبارك في طهران أعلن آلاف الناس من الشعب كرههم ونفورهم من الصهيونية العالمية وأطلقوا شعارات دعماً للقدس وفلسطين.

كان احد الذين القوا خطاباً في يوم القدس في طهران هو سماحة آية الله الخامنئي، وفي هذا الخطاب اعتبر مبادرة الإمام الخميني قدس سره في اختيار يوم القدس بأنه يبين نطاق شعارات الثورة، قال سماحة آية الله الخامنئي في هذا الخطاب: ان اختيار هذا اليوم كيوم القدس على يد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية العزيز يدل على وسع نطاق ثورتنا، ويبن بان الثورة الإسلامية الإيرانية لن تنحصر في حدودها، كما تبين بان أمنية الشعب الثوري والمناضل الإيراني هو تحرير كل الشعوب التي ترضخ للظلم وخاصة الشعوب المسلمة في منطقة الشرق الأوسط.

القدس هي القبلة الأولى للمسلمين ، القبلة المعنوية والقلبية لجميع المسلمين في تاريخ الإسلام. في اليوم الذي سلب فيه اللصوص والسارقون الإسرائيليون القدس منا بمساعدة الصواريخ والطائرات الأمريكية والخبراء والمتخصصين الأمريكيين ، ليس فقط أمة معينة أو مجموعة عرقية معينة من المسلمين هي التي جرح مشاعرها. إنما مسلمو العالم بكل كيانهم لمسوا عمق هذه المأساة وتعرفوا على العدو.

ان هدف وأمنية إنقاذ القدس بهذا المعنى هو هدف إسلامي، على هذا فانه وكما علمنا قائدنا وإمامنا في رسالته، ان يوم القدس هو يوم الإسلام، ان يوم القدس هو اعز أمنيات المسلمين.

من هو عدونا في القدس؟ من هو عدو المحتل الذي يواجه المجتمع الإسلامي من شمال إفريقيا إلى أقصى مناطق شرق آسيا؟ من السذاجة القول بأنه العدو الإسرائيلي المحتل. نواجه اليوم أمامنا كل الجبهات التي نشارك فيها اليوم في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، نرى عدوا واحدا وعدوا مشتركا. يمكننا أن نرى بوضوح اليد الشريرة للإمبريالية الأمريكية في جميع الكوارث التي تحدث في هذا الجزء من العالم.

ومن هذا المنطلق وبهذه النظر، فإن الشعب الإيراني ، المناضل والثوري ، لا يفصل بين قضية فلسطين وقضية القدس وقضية إيران. في إيران ، كنا نواجه آلة ضخمة من المعدات العسكرية الإمبريالية الأمريكية. في إيران كنا نواجه القلعة الحصينة للإمبريالية التي كانت تدار وتدعم على يد أقذر عملائها و أحقرهم، غير ان شعبنا و بالاعتماد على الله، وبالوحدة وبإطاعة قائده العزيز وبالاتكاء على القرآن وبالاعتصام بحبل الله، استطاع ردع هذا العدو وتدمير آلة المعدات العظيمة، واستطاع ان ينتصر على أمريكا في هذه المنطقة من العالم

ان هدف وأمنية إنقاذ القدس هو هدف إسلامي/ إيضاح عداء أمريكا مع مسلمي العالم/ ان الشعب الإيراني لا يرى ان القضية الفلسطينية منفصلة عن إيران.

اليوم ان شعبنا يرى قضية القدس كونها قضيته الأساسية والمصيرية والإسلامية والناجمة عن أساس واجبه الإلهي، ان الشعب الإيراني المسلم لا يرى نفسه منفصلا عن الإخوة الفلسطينيين المناضلين، يشعر بأنه يحارب في جبهتهم، كما يرى ان كل المستضعفين المسلمين في العالم إلى جانبه و في الإطار الذي أوجده و في دائرة يحارب من مركز هذه الدائرة مع كل مؤامرات الامبريالية العالمية، و يطرح السلطويين في العالم، و يشعر بوجود إخوته الأعزاء في كافة أنحاء العالم الإسلامي.

إخوتي و أخواتي المسلمون أيها المناضلون الذين دمرتم أكبر قلعة الامبريالية في المنطقة و قضيتم عليها و جعلتم الثورة الإسلامية تنتصر بقوة إرادتكم و بوحدتكم و تضامنكم، فان العدو مازال يقف في مواجهتنا و هو متسلح بتلك المعدات.

لا تعتبروا أن الثورة الإيرانية قد انتهت. على الرغم من أننا في مرحلة البناء ، إلا أن ثورتنا لا تزال تحمل معها تلك القوة الهجومية ، تلك الحالة التي اتسمت بها بداية اندلاعها. يمكننا دعم الإنجاز العظيم لهذه الثورة إذا لم نفقد الحالة العدوانية للثورة. اليوم ، الإمبريالية العالمية ، المهيمنون والباحثون عن السلطة ، الذين رأوا مصالحهم مهددة في هذه المنطقة ، يسعون للقضاء على ثورتنا. يريدون أن يأخذوا طريقنا ، يريدون أن يسلبوا منا هذا الإنجاز الثمين والعزيز الذي حققه الشعب الإيراني بدماء عشرات الآلاف من أبنائها الأعزاء.

نحن نعارض بشكل متبادل المؤامرات المضادة للثورة بكل قوتنا ، وبكل جبروتنا ، وبكل إرادتنا ، وبكل تضامننا ووحدتنا. لن نخطئ في التعرف على العدو. نحن نعرف عدونا. اليوم ، عدونا ليس أحدا ولا قطبا إلا نفس القطب ونفس الشخص الذي حارب معنا حتى الأمس ، حتى إنشاء النظام الملكي الحقير.

اليوم نواجه نفس العدو الذي كنا نواجهه بالأمس. ما زلنا نواجه المتغطرسين المهيمنين على العالم. نحن لا نرتكب أخطاء. لقد تعلمنا ذلك من إمامنا وقائدنا حتى لا تخدعنا الادعاءات اليسارية ولا نهمل قضية تحديد عدونا. عدونا اليوم هو هؤلاء الناس ، تلك القوى التي فقدت مصالحها في هذه المنطقة نتيجة ثورتنا الإسلامية ، ونتيجة حركتنا الوطنية.

إخواني وإخوتي من الضروري ان لا ننسى في جميع الأحوال بأننا نقع في منتصف طريق الثورة، ان مختلف المؤامرات التي تحاك من محيطنا تحاصرنا، لكننا نرى الأفق مضيئا و واضحا، وبإيمان شعبنا المسلم أنا اطلب من كل الأخوات والإخوة المسلمين، ان لا يفقدوا سر الانتصار أي وحدة القوات الوطنية والعامة.

لو لم نتمكن اليوم من المقاومة أمام الدوافع التي قد تحطم صفوفنا الرصينة، علينا إخراج فكرة استمرار الثورة من ذاتنا، إنني اطلب من كل القوات الوطنية، و من كل الذين يسيرون بدوافع غير إسلامية في ساحات النضال، بان لا ينفصلوا عن صفوف الشعب، ولا يطلقوا شعاراً خلافاً لشعار هذا الشعب و خلافاً للدوافع العميقة السائدة على روح هذا الشعب، و عليهم السير على طريق الشعب و الناس، عندئذ تنتصر الثورة، و يسود الإسلام كاملاً، و يحكم النظام الإسلامي الذي ينتفع به الجميع و ليس المسلمين، استودعكم الله إخواني وإخوتي الأعزاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أرسل إلى صديق
ترك تعليق