رمز الخبر: 87
حرب الثلاثة والثلاثين يوماً برواية السفير الإيراني آنذاك في بيروت
في جزء آخر من مذكراته، يتطرق سفير الجمهورية الإسلامية في بيروت آنذاك إلى المقاومة الشعبية. يقول شيباني: تمكنا من التواصل مع زعيم المقاومة أثناء الحرب، إما كتابياً أو بطرق أخرى، وكنا على علم بصحته. سأتذكر دائماً أنني خلال هذا الوقت، كسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كنت مع أفضل الناس على وجه الأرض، وهم السيد حسن نصر الله والشيعة اللبنانيين والشعب اللبناني عموماً والشيعة اللبنانيين بشكل خاص. التواصل مع زعيم المقاومة دائماً يعدّ ذكرى طيبة بالنسبة لي، وقلّما يحدث للناس التواجد مع أناس طاهرين وجديرين وأقوياء مثل السيد حسن نصر الله وزيارته والتحدّث معه.
2021 January 10 - 09:54 : تأريخ النشر

 مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ حرب حزب الله التي استمرت 33 يوماً، والتي أدت إلى الهزيمة النكراء والتاريخية للكيان الصهيوني، لها العديد من الزوايا غير المعلنة. يروي محمد رضا شيباني، سفير جمهورية إيران الإسلامية في لبنان آنذاك، احداث حرب الـ 33 يوماً في جزء من مذكراته في كتاب "التاريخ الشفوي للسياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية"، الصادر عن مركز وثائق الثورة الإسلامية. 

وقال شيباني في جزء مما لم يتحدث عنه سابقاً، عن فشل الكيان الصهيوني في حرب الـ 33 يوماً: إسرائيل شنت حرباً لتنتهي في ستة أيام، وثانياً، أن يكون لعملها موعداً محدداً. كان عليها أيضاً التأكد من أنها تعاملت مع أهدافها بهذا الأسلوب. حتى قبل حرب الـ 33 يوماً، إذا دخل الكيان الصهيوني في عملية عسكرية، فإنه كان يحدد أولاً الهدف بدقة ويترك الساحة بعد انجاز العملية بسرعة. كانت معظم عمليات الكيان الصهيوني في مناطق مختلفة من هذا النوع. كان يقول الجميع إنه إذا قرر الكيان الصهيوني إصابة هدف ما، فإنه سيضرب ويدمر ذلك الهدف. فيما يتعلق بحرب لبنان التي استمرت 33 يوماً، لم يحدث ذلك ولم يستطع حتى تحقيق أحد الأهداف التي حددها. وكان الكيان الصهيوني قد أقام سجوناً في شمال فلسطين المحتلة لنقل شخصيات المقاومة إلى سجون شبيهة بغوانتانامو. أي أنهم كانوا واثقين جداً في عملهم حتى كانوا يعدّون أنفسهم لتحقيق الانتصار، بينما لم يتمكنوا من ضرب هدف واحد ضد المقاومة. كان كل هدف يصيبه، هدفاً أعمى يستهدف المدنيين. واستهدف أبنية الضاحية حيث كان يعيش فيها الناس أو تم إخلاؤها.

 

مقاومة المرأة اللبنانية في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً


في جزء آخر من مذكراته، يتطرق سفير الجمهورية الإسلامية في بيروت آنذاك إلى المقاومة الشعبية. يقول شيباني: تمكنا من التواصل مع زعيم المقاومة أثناء الحرب، إما كتابياً أو بطرق أخرى، وكنا على علم بصحته. سأتذكر دائماً أنني خلال هذا الوقت، كسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كنت مع أفضل الناس على وجه الأرض، وهم السيد حسن نصر الله والشيعة اللبنانيين والشعب اللبناني عموماً والشيعة اللبنانيين بشكل خاص. التواصل مع زعيم المقاومة دائماً يعدّ ذكرى طيبة بالنسبة لي، وقلّما يحدث للناس التواجد مع أناس طاهرين وجديرين وأقوياء مثل السيد حسن نصر الله وزيارته والتحدّث معه.

القضية الأخرى خلال الحرب –وأنا لن أنسى هذا الموقف أبداً وأفتخر به –تجلّت في التزام الأشخاص الذين دعموا المقاومة وقيادة المقاومة، إذ كان هذا الالتزام نموذجياً. ربما شاهدتم في التلفاز أنه عندما كان الكيان الصهيوني يقصف مناطق محرومة وكانت الكاميرات تتحرك بسرعة وتصوّر، بأن امرأة عجوز تبحث عن بقايا منزلها وأثاثها في أنقاض منزلها. يسألونها عما تبحث عنه. تقول إنها تبحث عن أدوات قابلة للاستخدام. المراسلون يقولون للسيدة العجوز أن كل الأشياء قد دمرت لكن العجوز تقول كل هذا هو فداء لنعال السيد حسن نصر الله.

هذا هو مظهر من مظاهر الإيمان ومظهر من مظاهر الطاعة للقيادة والولاية. لقد شهد المرء كل الأضرار المادية، لكنه ظلّ متمسكًا بمعتقداته، وهذا هو مفتاح النصر، لهذا أن مجموعة صغيرة مؤمنة يمكنها أن تصمد أمام آلة حرب عظيمة لطالما صرخت بأنها أسطورة لا تقهر.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق